
6 _فبراير _ 2025
أنسام عبدالله
يترقب الجميع انفجار الوضع في عدن .. على وقع الظلام التام ..والحصار الإقتصادي المميت حد التجويع ومحاولة التركيع ..
عشر سنين ونحن كشعب لا ندري من المسؤول بالتحديد عن كل هذا الخراب الذي يعيشه الجنوب الحُر …”الذي لم يقبل مليشيات الحوثي الطائفية وحطّم “هلوسات” المشروع الصّفوي على أسوار قلعة صيرة الشامخة” ..
نحن نعلم أننا ندفع ثمن رفضنا بشجاعة .. متحملين كل أنواع الحروب وعلى مدى العشر ” القاسيات ” 2015_2025 ” ..
ونعلم كذلك أن الجميع عدانا ..مصطفون وممسكون بمقبض سيفٍ واحد مستعدين للحظة الضربة القاضية على شعبنا المستميت .
لكنهم جميعا ينكرون المسؤولية على أنفسهم ..فهذا يلومُ ذاك ..وذاك يكيل التهم لأولئك ..وهكذا تقاسموا الأدوار حتى ظنوا أنهم بريئون من كل ما يحدث للشعب في الجنوب ..
فهذه عدن قد تعطلت فيها خدمة الكهرباء بشكلٍ تام ..ولحقتها المياه .. بالتزامن مع قفز سعر الألف السعودي المتسارع واقترابه من نهاية ” الماراثون “..فهل سيصل إلى ال 600000 ريال في الأسبوع القادم ؟
هل خراب الجنوب بوابة حتمية لرضا صنعاء على الرياض ومن خلفهما واشنطن؟
هل ” دماره ” ضرورة منطقية للبدء في تسوية على مقاس أطرافها ..؟!
كم هي عظيمة ومطلوبة بشدة تلك الإحتجاجات الشعبية الرافضة لإستمرار الوضع الصعب في عدن وعموم محافظات الجنوب ..
لكن .. بنفس الوقت ليعلم المتربصين أنه من غير المسموح لأحلامهم بالشطح حد العته ..فلا يظنون أن الزمان ممكن أن يرجع إلى الوراء.. وليعلموا أن صديد جروحهم العفنة من معاركنا معهم .. لن تمكنهم من الرجوع مرةً أخرى على أنقاض جنوبنا الذي تعاونوا مجتمعين لإهلاكه ..
وللثوار ..عدن رمز استبسالنا فلنتلقفها جميعا ..ولتُقطع أي يد غريبة ..
فما حدث خلال العشر الأخيرة من تاريخنا المعاصر كفيل بالفرز والتمحيص ..
حفظ الله شعبنا ووطننا . ولا نامت أعين الجبناء مجتمعين .