العيد لا يكون سعيدا الا حين نتقاسمه مع الآخرين

عارف عادل ابو الخضر
مررتُ هذا الصباح على سوق الماشية، كعادتي كل عام في مثل هذه الأيام المباركة، أتأمل استعدادات الناس لقدوم عيد الأضحى المبارك، وأتتبع أسعار الأضاحي، لعلي أجد ما يسر القلب.
لكنني صدمت، فالمشهد الذي اعتدت رؤيته في السنوات الماضية تغير. السوق الذي كان يعج بالمتسوقين والأصوات والحركة بدا هذا العام باهتاً خاليا من الزخم المعتاد.
من كل قرى الضالع، كان الناس يتوافدون إلى السوق في الأعوام السابقة بقلوب فرحة ونفوس متلهفة لأداء هذه الشعيرة العظيمة أما اليوم فالحال يختلف.
الإقبال ضعيف والوجوه شاحبة والأسعار أرهقت الجميع فمع الغلاء الجنوني لأسعار المواشي باتت الأضحية حلماً بعيد المنال لكثير من العائلات.
لا يخفى على أحد ما نعيشه من ضيق في المعيشة رواتب غائبة أو لا تكاد تكفي لبضعة أيام احتياجات أسرية متزايدة وأسعار ترتفع بلا توقف.
ومع اقتراب يوم النحر، نقول لكل من أنعم الله عليه بسعة في الرزق كن سبباً في إسعاد غيرك.
اشتر أضحية وادخل بها السرور على أطفالك وأهلك واذكر أن هناك من يتمنى لو يتمكن من ذلك لكنه عاجز رغم شدة رغبته.
نطلق دعوة للتكافل في هذا الموسم الفضيل لنتصدق على من عجز عن شراء الأضحية، ولا نظن أن الصدقة فقط هي لحوم نوزعها بعد الذبح بل أعظم منها أن تمكن فقيراً من أن يأكل ويشعر بأنه لا يقل عن غيره.
ارسموا الفرحة في وجه كل رب أسرة يصارع لأجل لقمة العيش، لكنه لا يحب أن يظهر ضعفه أمام أطفاله فكما رزقكم الله ووهبكم ما تدخلون به السرور على بيوتكم كونوا عوناً لمن ضاق بهم الحال.