أخبار الجنوبالصحةمقالات

من أين الطريق إلى الجنوب

*من أين الطريق الى الجنوب..؟*

11 فبراير 2025 م

*أنسام عبدالله*

في ذكرى الشهيد الجنوبي الموافق 11 فبراير ..

يرمي هذا اليوم العظيم بثقله على هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الشعب الجنوبي، نابشا جرح غائر في ثنايا الوطن، لم يندمل منذ سقوط أول شهيد في تاريخ الجنوب التحرري من ويلات صراعات الهوية المفقودة داخليا و خارجيا ..

لذلك الشهيد الأول الذي سقط مدافعا عن حق هذا الشعب في العيش بسلام على أرضه وإلى جانب جيرانه ” الأخوة الأعداء “..لا يزال الطريق إلى الجنوب الموعود غير واضح المعالم !

فعلى مدى ستين عام منذ خروج الإنجليز من عدن .. والطريق ضائع ..رغم أنه هو بذاته أحد الطرق الرئيسية إلى الحق والسلام ..

من أين الطريق إلى الجنوب ؟

هل من خطوط التماس النارية مع الحوثة ..؟

أم من المحافظات الشرقية المُتنازع على ” نفطها وغازها ” من الجميع .. عدانا !

هل الطريق إليه يمر عبر تلك الوجوه التي تسمي نفسها جنوبية بينما تقتات على “اسمه ومكانته ” ولو صوريا ؟

وهل الطريق إليه من هناك ..من ذاك الطريق الوعر ..المار على جثث أهله الملقاة على قارعة ” المجاعة ” المرتقبة !

بل هل من سبيل إليه من خلال حزام النار المحكم حول منشآته ممنوعة التشغيل لصالح “قتله” !؟

أخبرونا من أين هو الطريق إلى الجنوب ؟! فلقد أضعنا الطريق مع نداءات الإستغاثة العاجلة من ” مستشفى الجمهورية “بعدن خوفا على المرضى في قسم الكلى نتيجة انقطاع خدمة التيار الكهربائي لأيام متتالية بلا رحمة !

أو تراه يمر من أمام أبواب المدارس المغلقة بفعل إضراب المعلمين ..أولئك الدروع البشرية التي يختبئ خلفهم ما تبقى من قوام ” الدولة ” ؟! ولا يأبه لسرقة حقوقهم أحد !!…

هل من بصيص نور لعلنا نبصر أين الطريق ..؟

هل من أحد يدلنا أين يكون ؟

فلقد تهنا ..وأرانا ضائعون في عراء الإنتظار بدونه ..فلكلّ شعبٍ وطن ..والجنوب وطننا الذي أضعناه بغبائنا لا بضعفنا ..!

في ذكراك أيها الشهيد الجنوبي ..أخبرنا كيف نصل إليه ..فضبابُ الحصار الإقتصادي والتجويع الممنهج شوّشنا فلم نعد نبصره ! ..أم أن جثثكم أيها الشهداء في سبيله لم تكن كافية بعد لبناء جسر الوصول إليه ..

أين الجنوب يا كلّكم ؟ ..أهو خارج حدوده ؟ مع من هاجر وتركه منذ زمن ..غير مكترث بما يحدث فيه ..

أهو باقٍ في صبر الصابرين فيه رغم كل شيء ..تحت عناوين ” الحمد لله “..؟

أم أنّ الطريق إليه كالطريق إلى الجنة ..تتطلب التقوى ..ولأجلهِ يلزمُ الغفران …