مقالات

‏تهامة بين الماضي والحاضر ومشروع الاستقلال !!

 

لحج الغد /كتب  : عبدالمجيد زبح

 

عندما خرج الحضارم يطالبون بالسيادة الكاملة على حضرموت، ووصلت الرسائل إذا لم يكن لهم ذلك، فمن حقهم الانفصال وإعلان دولة حضرموت. خرج السياسيون والنخبيون والقوى التقليدية، تقول لحضرموت وضعًا خاصًا وهذا أبسط حقوقهم. وأنا هنا فقط أستشهد بذلك ضمن ما سأتي على ذكره. وربما اخترت البداية بالحضارم من أجل رسالة سياسية.

وفيها يُخص الجنوب ومشروع استعادة الدولة الجنوبية حاولت القوى الحزبية وخلفها الهضبة الزيدية الالتفاف عليها وعجزت. وأمام صمود الشارع الجنوبي وكذلك تماسك الهيكل السياسي المتمثل في المجلس الانتقالي، أعترفت بذلك المشروع. وكان للجنوبيين كبداية أولية مفاوضات الرياض التي بموجبها حصل الجنوبيون، مجتمعين بجميع ألوان الطيف السياسي، على نصف الحكومة، وما زالت المعارك السياسية مستمرة من أجل الالتفاف على ذلك من قبل الهضبة.

تعالوا الآن إلى المهم، عندما يتعلق الأمر بمشروع تهامي خالص أو مطالب التهاميين وقضية تهامة ومظلوميتها وحق التهامي في أن يكون سيدًا على أرضه بالطريقة المشروعة، تكشر القوى الحزبية والنخب والسياسيون عن أنيابهم، وكان تهامة ملكية خاصة لتلك القوى النافذة. والغريب في الأمر أن تجد حتى المتعاطف مع حق الحضارم وحق الجنوبيين يرفض الحق التهامي وعودة تهامة إلى ما قبل عام 1919 م.

الغريب في الأمر أن تلك القوى الحزبية والتي تفاوض حتى عن مشروع الحضارم وعن مشروع الجنوبيين، وهي قوى تقليدية معروفة للجميع، عندما يستحضر الملف التهامي تبدأ بإعداد التقارير للمملكة العربية السعودية وأن أي قيام للمشروع التهامي هو استحضار للدولة الإدريسية، وتشغل التقارير الحزبية والتلويح بها لبعض الشخصيات، وتحاول عبر مكيانتها الإعلامية تخوين أي صوت من أجل المشروع التهامي.

الوضع متغير اليوم تمامًا، والقوى العالمية التي وقفت ضد المشروع التهامي وقدمت الدعم للأمامة للسيطرة وبسط النفوذ على تهامة، وعبر التفاهمات الدولية بين تلك القوى، جعلت الملك فيصل بن عبدالعزيز يعود من عاصمة تهامة( الحديدة ) بعدما أخذ البيعة من التهاميين، وتكون ضمن جغرافية المملكة العربية السعودية هي نفس القوى التي ستفتح الملفات القديمة، الان وهي التي ستعجل باستعادة الحق التهامي وإقامة دولة تهامة مستقلة، ويعرف السياسيون ذلك تمامًا.

ونعرف جميعًا أن المتغيرات الحالية وما يحدث والذي ليس خفيًا على الجميع، إن هناك أكثر من دولة في الشرق الأوسط وتهامة ضمن ذلك، وليس الحديث هنا ضربًا من الخيال، فتهامة التي تمتد من ميدي شمالًا إلى باب المندب جنوبًا مهمة للعالم. وأجزم ويترك هذا المقال للقارئ للعودة إليه أن المشروع التهامي سيرى النور أسرع من أي مشروع في الملف اليمني المعقد ، وذلك لأن النجاح والتعجيل بهذا المشروع يعتمد على العديد من العوامل ومدى أهميتها. وإن كل تلك العوامل، بالنسبة للقوى العالمية، تتوفر في تهامة .

ملاحظة أخيرة، وهي للنخبويين: المشروع التهامي قادم، وحتى التأهيل السياسي للقيادات السياسية جارٍ عليه. وما عجز عنه التهاميون في عام 1919 سينالون منه الآن. بالمناسبة الذكرى المئوية لاتفاقية سايكس بيكو في عام 2016 .