مقالات

عن الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي

عن الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي
لحج الغد – حسن يافعي
ما من شك في أن إعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو 2017 م شكل علامة فارقة في تاريخ وحياة شعب الجنوب، ونقلة نوعية في نضاله الهادف إلى استعادة دولته المغتصبة والمنهوبة في حرب صيف عام 1994 م.
لقد كانت قوى الأعداء تراهن على عدم توحد الجنوبيين، بل كانوا يُعَيِّرون الجنوبيين بأنهم لن يستطيعوا لم شملهم وتوحيد صفوفهم، وكأن ذلك طبع جُبِل عليه الجنوبيون وثقافة نشأوا وترعرعوا في ظلها.
كان أعداء قضية شعب الجنوب يرون، وهم محقون في ذلك، بأن وحدة صف الجنوبيين ووحدة كلمتهم تعني زوال احتلالهم لأرض الجنوب ووضع حد لنهبهم وعبثهم بمقدراتها. ولذلك كانوا يتوجسون ويجن جنونهم من أي بادرة جنوبية تسعى للم شمل الجنوبيين وتوحيد صفوفهم.
كلنا يعلم ما الذي فعله نظام الاحتلال اليمني بزعامة المخلوع ( عفاش) عندما بلغهم خبر أول لقاء للتصالح والتسامح بين الجنوبيين في 6/ 6/ 2006 م، في مقر جمعية أبناء ردفان. فقد أصدر المخلوع توجيهاته بنبش المقابر بهدف تذكير الجنوبيين بالصراعات والفتن التي مروا بها يوماً، وما نتج عنها من مآسٍ.. تلك الصراعات والفتن التي كانت لهم أياد في خلقها وإثارتها باعتبارهم كانوا (ولا يزالون) أدواتاً تخدم مصالح دول في الإقليم والعالم لم تكن راضية عن النظام في الجنوب وتعمل على إسقاطه بواسطتهم.
وعند قيام الثورة السلمية الجنوبية ( 7/7/ 2007 م) سَخَّروا أجهزة أمنهم لقمعها ووأدها في مهدها، كما عملوا، من خلال أدواتهم الجنوبية، على تمزيق قوى الحراك وزرع الفُرقة بين قياداته، ليحولوا بذلك دون توحيد صفوفه وتشكيله لحامل سياسي لقضيته العادلة.
ومما سلف ذكره تتجلى لنا أهمية إعلان عدن التاريخي الذي حقق حلماً ظل يراود مناضلي الحراك الجنوبي وغالبية شعب الجنوب وذلك عندما فوضت جماهير الشعب الجنوبي الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل سياسي وممثل شرعي لقضية شعب الجنوب في المحافل الإقليمية والدولية.
وعلى هذا الأساس يتوجب على كل شرفاء ومناضلي الجنوب الساعين لاستعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية الحفاظ على المجلس الانتقالي باعتباره منجزاً تاريخياً ونضالياً حققته جماهير شعبنا بعد تضحيات جسام بذلتها في ساحات وميادين النضال وجبهات المعارك.
إن ما ينبغي على أحرارنا ومناضلينا أن يدركوه هو. أن المجلس الانتقالي الجنوبي وُجِد في ظل ظروف صعبة، وهناك من لم يكن راضٍ عن تشكيله، أو أنه كان ينوي احتوائه وتطَويعه ليجعله يسير في فلكه وينفذ أجندته على حساب تطلعات واستحقاقات شعب الجنوب، وما حرب الخدمات وسياسة التجويع التي تُمارس حالياً على شعبنا في مناطق الجنوب المختلفة إلا وسائلهم لتحقيق هدفهم في تقليص قاعدته الشعبية وخفض سقف تطلعاته وزعزعة الثقة التي أولتها له الغالبية العظمى من شعب الجنوب.
إن نقدنا لسلوك بعض قيادات المجلس أو البعض من المحسوبين عليه يجب أن يكون نقداً بناءً لتقويم أخطائهم حتى لا يشوه ذلك السلوك الفردي صورة المجلس لدى جماهير شعبنا. ولا ينبغي كذلك أن نعكس سلوكهم ( الخاطئ) على المجلس الذي يُعَدُّ منجزاً ومكسباً لكل شعب الجنوب، وليس لفرد أو جماعة أو منطقة!!
🌷🌷🌷
حسن علي حسن عبد الرب
الحوطة: 3 مايو 2024 م