تقارير وتحقيقاتعربي ودولي

القيادات الميدانية الشابة.. نهج حضاري للإمارات

لحج الغد – ابو ظبي

بكل هذه المعطيات المتفردة من أسباب النجاح وعوامل النهضة تُبحر سفينة الخير سفينة الإمارات نحو المستقبل الأفضل محملة بطموحات كبيرة لشعب عريق يؤمن برؤية قيادته الحكيمة.

قيادة شابة ومتمرّسة

لم يفاجأ الشارع الإماراتي بقرارات القائد المُجَدّد للإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ومراسيمه التي تضمّنتْ تعيينَ كلٍّ منالشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائبًا لرئيس الدولة، والشيخ هزّاع بن زايد آل نهيان والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائبين لحاكم أبوظبي والشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، وليًّا لعهد أبوظبي.

الجميعُ على يقين بأنّ الإمارات ستبدأ – معهم وبهم ومن خلالهم – مرحلةً حضاريةً جديدةً، تشهدُ تمتينَ وترتيبَ “البيت المُوحّد” المضيء، ليزدادَ تماسكًا وقوةً وتعاونًا، ويشعّ نورًا على نور، على الصعيدينالمحلي والاتحادي.

هذه القرارات تكشفُ بجلاءٍ عن أمورٍ مهمة تُميّزُ النموذجَ الاتحادي الإماراتي، أبرزهاثقة المواطن الإماراتي بقيادته الحكيمة؛ فقد استقبل الإماراتيون على مختلف المستويات القرارات بترحاب كبير، ويقين ثابت بأنها تقودُ إلى “المستقبل الأفضل” في شتى المجالات، على الصعيدين الداخلي والخارجي، وإيمانٍ بأنها امتداد لمسيرة البناء والتنمية الشاملة والنهضة والريادة التي أطلقها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

تبقى الحقيقة الساطعة التي لا خلاف عليها أن “القيادات الميدانية الشابة.. نهج حضاري للإمارات” أطلقه وأرساه القائد المؤسّس الشّيخ زايد بن سلطان

كما تؤكد بجلاء وَحْدةَ حكام الإمارات، ودعمَهم الكامل لقائد المسيرة الاتحادية ورُبّانها، وثقتهم بحكمته وبصيرته النافذة، وسعيه الدؤوب لرفعة الوطن وتقدمه، وضمان سعادة المواطن باعتباره عمادَ ثروة الإمارات، والهدفَ الأسمى لكل جهودها التنموية والحضارية.

وبالتوازي مع ذلك كله، تتأكدُ الثقة المطلقة والترابط العميق بين أبناء الأسرة الأكبر والأهم على مستوى الإمارات، وهي أسرة “آل نهيان” بالإضافة إلى التنسيق المحكم بين قيادتي الإمارتين الكبيرتين، أبوظبي ودبي، وبين القائدين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء.

بكل هذه المعطيات المتفرّدة من أسباب النجاح وعوامل النهضة تُبحر سفينة الخير، سفينة الإمارات نحو المستقبل الأفضل محملة بطموحات كبيرة لشعب عريق، يؤمن برؤية قيادته الحكيمة، ويتمسك بها سبيلا لاستكمال مسيرته التنموية الحضاريةتلك الرؤية التي تأكد، في أكثر من مناسبة، أنّ هدفها الأعظم الاستثمارَ في الإنسان الإماراتي ولمصلحته، وأنّ في مقدمةِ أولوياتهاالارتقاء بجودة ما يقدّم له من تعليم، وخدمات صحية وعلاجية، وخدمات ثقافية وإعلامية واجتماعية وغيرها، في ضوء تطور سياسي يسلك منهج التدرج.

وكل هذا يعني بناء دولة قوية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وخدميا، يشار إليها بالبنان، وتكون ذات مكانة مُقدّرة على مختلف الأصعدة، ودور جوهري محترم، ومشاركات فاعلة في مختلف القضايا، وعلاقات دبلوماسية واسعة تحمي مصالحها العليا إقليميا وعربيا ودوليا، والمحافظة على إنجازاتها ومكتسباتها، في ظل عالم يموج بالتقلبات والتغيرات، ويحتاج إلى استعدادات وقدرات دائمة لمواجهة مستجدات الأحداث.

إنهم قيادات ميدانية شابة مشهود لهم بالإخلاص والتفاني، بصماتهم لا تخفى على أحد، وعطاؤهم ملء السمع والبصر، لخدمة الإمارات، ورفع مكانتها على جميع المستوياتإسهاماتهم تُحتذى أمنيا، واقتصاديا، وسياسيا، واجتماعيا، وثقافيا، وخدميا.

قاماتٌ وطنية عالية، وشخصياتٌ فريدة، لها تاريخٌ معلومٌ في ممارسة العمل السياسي بإتقان وأمانة وشفافية؛ وفاءً لحقوق الوطن والمواطنحققت نجاحات كبيرة ومتعددة، كلٌّ في ميدانها، ونالت إعجاب الجميع واحترامهم.

قياداتٌ ميدانية شابة لم تكن يومًا غريبةً على العمل العام، أو بعيدةً عنه، بل شبّت على أصوله، وتربّت على أسسه، وآمنت بأهميته الوطنية، وأيقنت مبكّرًا أسمى أهدافه، فأحسنت حمل رايته، ومارسته علميا وعمليا.

للشيخ خالد بن محمد إسهامات رائدة في مجالات الإدارة والقيادة، والقدرة على استشراف المستقبل، وتوفير الفرص النوعية للريادة الحكومية، من خلال توليه العديد من المناصب في أكثر من مجال

قيادات نهلت من ينبوع واحد، وتأثّرت برافد تلك المسيرة الوطنية وبانيها، وتزوّدت بفكر وطموحات الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واستلهمت من الشيخ خليفة بن زايد، معاني العطاء المتدفق بلا قيود، ومن القائد المُجدّد للإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الإخلاص للوطن، والسهر على راحة المواطن وسعادته.

إن الحفاظ على المكتسبات والإنجازات التي تنعم بها الإمارات يمثل أسمى غايات وآثار تلك الشجرة المباركة التي تُؤتي أكُلَها كلّ حين بإذن ربها؛ فهزّاع ومنصور وطحنون وخالد امتدادٌ للقائدِ المؤسس الشيخ زايد بن سلطان وعونٌ كبيرٌ وسندٌ متصلٌ للقائد المُجدّد للإمارات الشيخ محمد بن زايد.

وما يُميز هذه القيادات الميدانية الشابة للإمارات ذلك التعاون والتكامل والتزاوج في خدمة المجتمع بين ما هو محلي وما هو اتحادي، وتسخيره لرفعة الشأنين معا، يُكمل كل منهما الآخر، وتجد فيهم حبا وإخلاصا لكليهما، وهذه من سمات الديمومة لإرث الآباء المؤسسين، ومَنْ بَعدَهم ممن شغلتهم مكانة الإمارات ومصالحها العليا ماضيا مشرقا، وحاضرا طموحا، ومستقبلا أفضل في جميع المجالات.

فالشيخان هزاع وطحنون سيكونان عونًا للشيخين محمد وخالد محليا واتحاديا وإقليميا وعربيا، وإسهاماتهما ستظل حصنًا منيعًا لشعب الإمارات بما يمتلكانه من حنكة إدارية وخبرة قيادية، خاصة ما يتصل بمجالات الأمن القومي الداخلي والخارجي، والعلاقات السياسية والاقتصادية عامة.

أما الشيخ منصور بن زايد فستتضاعف جهوده، وتزداد نجاحاته المتوالية التي امتاز بها طوال الأعوام الماضية في خدمة قائده ووطنه بمجالات عدةسياسية، واقتصادية، ورياضية، وخدمية، تحتاج إليها الإمارات، لدفع مسيرة التطوير والتقدم والنهوض التي تسعى لاستكمالها وفق خططها المستقبلية.

أما الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي فسيتولى رئاسة المجلس التنفيذي بخُطًى ثابتةٍ وخبراتٍ متراكمةٍ، اكتسبها خلال تقلّده العديد من المناصب المهمة، أبرزها رئاسة المكتب التنفيذي لإمارة أبوظبي، وعضويته بالمجلس التنفيذي للإمارة، متلمّسًا بذلك خطوات جَدّه المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ووالده القائد المُجدّد، الذي غرس فيه قيم العطاء والطيبة والتواضع والابتكار.

وللشيخ خالد بن محمد إسهامات رائدة في مجالات الإدارة والقيادة، والقدرة على استشراف المستقبل، وتوفير الفرص النوعية للريادة الحكومية، من خلال توليه العديد من المناصب في أكثر من مجال، الأمر الذي أسهم في صقل خبراته، وأبرزهارئيس جهاز أمن الدولة بدرجة وزير، ثم نائب لمستشار الأمن الوطني بدرجة وزير، ويترأس مجلس إدارة برنامج الجينوم وهو مشروع وطني يؤرخ لمرحلة جديدة وآفاق غير مسبوقة في مستويات الرعاية الصحية في دولة الإمارات، بالإضافة إلى ترسيخ مكانة الدولة كمركز للبحوث والابتكار في علوم الجينوم، وفي هذا تأكيد على ترابط العمل بين ما هو محلي واتحادي.

قياداتٌ ميدانية شابة لم تكن يومًا غريبةً على العمل العام، أو بعيدةً عنه، بل شبّت على أصوله، وتربّت على أسسه، وآمنت بأهميته الوطنية، وأيقنت مبكّرًا أسمى أهدافه، فأحسنت حمل رايته

أمام الشيخ خالد بن محمد مسؤوليات كبيرة، يثق الجميع بأنه جدير بأدائها وقيادتها بكل نجاح، لما يمتلكه من مؤهلات علمية وخبرات عملية، اكتسبها طوال مسيرة عمله التي شملت إدارته الشؤون الأمنية داخليا وخارجيا، واللجنة التنفيذية، وعضويته في العديد من المؤسسات الاقتصادية والخدمية، وإسهاماته في الشأن العام، الأمر الذي أكسبه مهارات علمية ودراية بملفات عدة سياسية واقتصادية وعسكرية، إضافة إلى معاونيه الذين يشكلون فريق عمل استشاري متكامل، ولجانا إستراتيجية فاعلة.

ويُتوَّج ذلك كله برعاية ومتابعة القائد المُجدد للإمارات والده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ودعم ومعاضدة نائبي الحاكم الشيخين هزاع وطحنون بن زايد آل نهيان، فهذه كلها عناصر نجاح لقيادته الشابة لمختلف الملفات التي هو على دراية واسعة، ومعرفة تامة بها.

والشيخ خالد بن محمد قائد على قدر كبير من الحنكة الإدارية والدراية السياسية، والاطلاع على ملفات الشأن العام المحلي والاتحادي، وهذه مزايا نادرا ما تتاح لأيّ قائد إلا أن القيادة الإماراتية منذ عهد التأسيس لم تَحِدْ عن هذا النهج الصائب، وهو ما تميز به هؤلاء القادة، حيث نشأوا على وعي تام بأصول وقواعد ومبادئ القيادة السياسية الناجحة وفق أسس علمية صحيحة، وتخرجوا في أكبر الجامعات العالمية والمراكز البحثية المتخصصة في بناء القادة، ثم خاضوا المرحلة الأهم وهي الممارسة الفعلية للعمل العام، بكل ميادينه، سواء الخاص بالشأن المحلي أو الاتحادي.

ولعلنا نعي الكثير مما يميز مسيرة العمل العام بالإمارات في دلالات هذه التغريدة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على حسابه بموقع التواصل تويتر حيث تؤكد الحفاوة بالقيادات الشابة، وتشدد على أنهم، وإخوانهم القادة من الجيل الجديد، الأمل في استمرار المسيرة، وتجدد معاني المحبة والتقدير والاحترام المتبادل بين الأسرتين الكبيرتين في أبوظبي ودبي، وبين جميع الأسر الحاكمة في الإمارات، وما يربط بين القيادة والشعبيقول الشيح محمد بن راشد “أباركُ لأخي الشيخ هزاع والشيخ طحنون والشيخ منصور والشيخ خالد بن محمد ثقة رئيس الدولة.. بكم وبإخوانكم القادة من الجيل الجديد تستمر المسيرة.. وتعلو الراية.. ويترسخ المجد.. حفظ الله الإمارات وشعبها وأدام عزها وازدهارها”.

وتبقى الحقيقة الساطعة التي لا خلاف عليها أن “القيادات الميدانية الشابة.. نهج حضاري للإمارات” أطلقه وأرساه القائد المؤسّس الشّيخ زايد بن سلطان، عام 2003 بتعيين ابنه الشيخ محمد بن زايد نائبًا لوليّ عهد إمارة أبوظبي، ثم وليًّا للعَهدوعزّزَه ـ بعد 20 عامًا ـ القائد المُجدّد للإمارات الشيخ محمد بن زايد بقرارات ومراسيم تعيين القيادات الميدانية الشابة في مواقعها الجديدة؛ فهو نهجٌ بدأته الإمارات، وتميزت به، وحققت من خلاله الكثير من الإنجازات.

*- ابراهيم سعيد الطاهري ـ العرب