ثورة 14 إكتوبر .. الوهج الثوري الذي لم ينطفئ في قلوب الجنوبيين
لحج الغد ملازم أول/ علي محمود الرحيتي – ارشيف الكاتب
في ظل واقع معيشي مرير يتجرعه شعب الجنوب بمختلف فئاتهم المجتمعية،وفي ظل سياسات رعناء تحاول حرف البوصلة بعيداً عن طريق الإستقلال الذي ينشده أبناء الجنوب والتي تم تعبيدها بدماء شهداءنا الأبرار ونزيف جرحانا الميامين، فإننا وبرغم تلك التحديات والظروف القاسية التي يعيشها شعبنا نمضي بعزيمة لاتلين وبثبات عظيم في مقاومة تلك الظروف مستحضرين صمود وثبات ومآثر بطولات الأجداد التي كسروا بها أقوى إمبراطورية لاتغيب عنها الشمس وجعلوها ترحل عن جنوبنا بلا عودة.
وإننا في الجنوب ونحن نصارع شبح الظروف القاسية المتمثله بسياسة التجويع الممنهجة، التي تنتهجها شرعية المعاشيق خدمةً لأجندات معادية لأبناء الجنوب وقضيتهم العادلة الممثله بإستعادة دولتهم بكامل سيادتها
لا يسعنا إلا أن نستحضر روح المقاومة والنضال والصبر والصمود الذي سطره أجدادنا المناضلين في وجه الإستعمار البريطاني الذي ظل جاثماً على أرض الجنوب على مدى 129عاماً، ولكن الإرادة والعزيمة والنضال الذي صاغته فوهات جرامل الثوار كانت كافيه لدحر قوى الإستعمار البريطاني ومغادرتهم كل شبر من أرض الجنوب.
لم يتبقى سوى ثمانية أيام تفصلنا عن الإحتفاء بالذكرى الثانية والستون لثورة 14 إكتوبر المجيدة،والتي على وهجها الثوري نستلهم طريق إستقلالنا،مدركين من وقائعها النضالية التي إجترحتها تضحيات وبسالة الثوار في وجه المستعمر البريطاني أنَّ ثورة الشعوب لن تُقهَر مهما إستفحل شر المستعمرين والمحتلين ومهما ظلّ الإستعمار والإحتلال جاثماً على جغرافيا لم يكن له فيها موضع قدم.
فمثلما لم تنطفى جذوة الثورة الإكتوبرية بعد مرور اكثر من قرن، فإنّ جذوة الثورة الجنوبية تشتعل اليوم في صدور الأبطال وفي أحلام الشباب الذين يتطلعون إلى تحقيق الإستقلال والعودة بدولة الجنوب بكامل سيادتها.
إننا نقف على أبواب الإنتظار للإحتفاء بالذكرى الثانية والستون لثورة الرابع عشر من إكتوبر المجيدة، تلك الثورة التي أنهت حقبة المستعمر الأجنبي بلا رجعه، ونضال شعبنا الجنوبي في الوقت الحاضر ماهو إلا إمتداد لتلك الثورة الإكتوبرية، ولكن في وجه نوع آخر من قوى النفوذ والإستحواذ والإقصاء التي تمارس الفساد الإقتصادي والإداري بكل وقاحة تحت يافطة الشرعية المزعومة كذباً وزوراً والتي بات أبناء الجنوب يتجرعون ويلات التجويع إزاء ممارساتها الممنهجة التي تحاول إجهاض مشروعنا الجنوبي المتمثل بإستقلال دولتنا الجنوبية بكامل سيادتها خدمةً لأجندات معادية لمشروع الإستقلال الجنوبي.
إننا ونحن ننتظر إحياء فعالية تلك الذكرى الثورية المجيدة ، نقول لأبناء شعبنا الجنوبي الحر بأنَّ ما جعل ثورة 14 إكتوبر ثورةً مميزه وناجحه أنها ثوره حقيقيه لم تكن وليدة كيان سياسي يعيش في معزل عن الشعب الجنوبي،وإنما كانت ثوره شعبويه شارك فيها الفلاحين والعمال والشباب وكل الفئات المجتمعية الجنوبية، حيث إجتمعوا حول هدف واحد وهو التحرر من الإستعمار، ولعل هذا الهدف السامي من أبرز الدروس التي نستلهمها من تلك الثورة العظيمة، فالنجاح في معركة التحرير لايتحقق الا بوحدة الصف وتوحيد الهدف والإيمان بالعدالة الوطنية والصمود والثبات في وجه التحديات مهما كانت، وهذه الأبجديات الثورية هي التي نحتاجها في عصرنا الراهن حتى نستكمل استقلالنا الناجز.
كما أنَّ من عوامل الإنتصار في ثورة 14 إكتوبر هو وحدة الهدف وتجاوز الخلافات المناطقية والفكرية، فإننا في عصرنا الراهن بحاجه ضروريه إلى تجسيد تلك العوامل المذكورة وتوحيد الهدف والسير في خندق واحد في مواجهة الفساد الإقتصادي والإداري الذي صار سرطاناً يقتات على حساب معاناة ومأساة أبناء شعبنا الجنوبي.