صفحات من تاريخ لحج

الرئيس الراحل قحطان محمد الشعبي والشهيد فيصل عبد اللطيف الشعبي كانا أكثر الوطنيين نضالا وتضحية في سبيل تحرير الوطن من الإستعمار البريطاني

*الرئيس الراحل قحطان محمد الشعبي والشهيد فيصل عبد اللطيف الشعبي كانا أكثر الوطنيين نضالا وتضحية في سبيل تحرير الوطن من الإستعمار البريطاني*
@@@@@@@@@@@@

*كتب/ علي سيف حسن المكتلي الشعبي*

تاريخ حافل بالتضحيات سيتم نشره عبر الصحفي
*جلال السويس*

الرئيس قحطان الشعبي رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبيه ورئيس الوزراء فيصل عبد اللطيف كانا من الرواد الأوائل الذين انتهجوا الكفاح المسلح وسيلة لتحرير الوطن من الإستعمار …في عام 1958 غادر قحطان الشعبي الوطن بعد ان كثف نشاطه السياسي عندما كان أحد مؤسسي رابطة أبناء الجنوب التي اشتهرت في عام 1951 وكانت أول كيان سياسي ينادي بوحدة الجنوب ومناهضة الإستعمار فاكتشف الإنجليز نشاط وخطورة قحطان عندما كان مديرا زراعيا في لحج بعد أن عمل عدة سنوات في أبين وحضرموت وانتقل إلى لحج… وفي عصر إحدى الليالي انتشر الضباط الإنجليز على مداخل مدينة لحج منتظرين قدومه من الشيخ عثمان حيث حصلوا على معلومات أنه يجتمع هناك مع زملاءه المناضلين وسيغادرها إلى لحج بعد الساعة الخامسة ولديهم معلومات من الخونة عن سيارته ورقم لوحتها وعندما وصل قرب الساعة السادسة مساء رأى الطقوم العسكرية من مسافة بعيدة ومال بسيارته واوقفها في مكان آمن بعيدا عن الأنظار ونزل يمشي من جانب اخر حتى وصل عند أول نقطة وكان ذكيا ولماحا ويتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقه وسأل الضباط عن سبب انتشارهم وهل هناك مشكلة فاجابوه بأنهم ينتظرون قدوم شخص إسمه قحطان الشعبي فهل تعرفه او تسمع عنه فأجاب بالنفي. ثم مضى وعاد من إتجاه آخر وركب سيارته واتجه إلى الوهط عند بعض زملاءه هناك فأخبرهم بالموقف وأن أمره قد شاع ووصل للسلطة الاستعمارية وهم جادون في طلبه وسلمهم السيارة وطلب مقابلها إيجاد فرس وبندقيه وبعض النقود وقد تدرب على الفروسية عندما كان طالبا في السودان وهو فارس بمعنى الكلمه فانطلق ليلا إلى تعز ومنها إلى القاهرة وحط رحاله هناك وهنأه جمال عبد الناصر ونائبه حسين الشافعي والسادات وفيصل عبد اللطيف بسلامة الوصول وكان قحطان قد بدأ النضال التحرري عندما كان طالبا جامعيا بالسودان في أربعينيات القرن العشرين وشارك في الحركة الوطنية السودانيه المناهضة للاحتلال البريطاني هناك وقاد المظاهرات ووزع المنشورات المعاديه للاحتلال البريطاني للسودان وتعرض للاعتقال والضرب ، وفيصل عبد اللطيف هو الآخر كان حينها طالبا في الثانوية العامة بالقاهرة وكان أول يمني ينظم لحركة القوميين العرب عام 1956 وأسس أول خلية لها بمصر من بعض طلبة اليمن والخليج هناك وفي عام 1959 انتقل في العطلة الدراسية إلى عدن وأسس فيها أول فرع للحركة بالجنوب والذي صار الفصيل الأهم المؤسس للجبهة القومية التي شكلها قحطان بدمج سبع منظمات جنوبية ثورية سرية وفي عام 1959 الفاء الاثنان قحطان وفيصل كتاب أسمياه ( إتحاد الإمارات المزيف مؤامرة على الوحدة العربية) وكان هذا الكتاب دعوة صريحة إلى الكفاح المسلح ردا على إعلان بريطانيا ( إتحاد الجنوب العربي ) وتبعه قحطان الشعبي بعد ذلك بكتاب آخر أسماه ( الإستعمار البريطاني ومعركتنا العربية في جنوب اليمن ) ثم ان قحطان وفيصل كانا على رأس الجبهة القومية التي أسسها قحطان عام 1963 بعد ثورة 26 سبتمبر وكان الأمين العام لها وفجر الثورة في 14 أكتوبر من نفس العام وشارك في معارك ردفان والضالع حيث كان هو القائد المحرك لها هناك وانتقل فيصل متخفيا إلى داخل المستعمرة عدن وكان قائد سياسي وميداني وقحطان كما يشهد له كثير من الساسة والمؤرخين العرب والأجانب هو أعظم شخصية انجبها الجنوب في تاريخه ولن يتكرر في تاريخ المنطقه وليس هناك من هو أفضل منهم او أكثر نضالا وتضحيه هو وفيصل عبد اللطيف ورغم نضالهم الطويل والشريف وانتزاع الإستقلال من الإستعمار وتوحيد سلطنات الجنوب تحت كيان وطن واحد إسمه جمهورية اليمن الجنوبية الشعبيه الا أن الرفاق لم يعجبهم العجب لأن مستواهم العالي ونضالهم الوطني وسمعتهم بين الزعماء العرب وتقديرهم واحترامهم لقوميتهم العربية آثار في نفوسهم الحقد والغيره رغم تنازلهم عن السلطة وتقديم استقالاتهم ليتفادوا إراقة الدماء للابرياء وكان باستطاعتهم حسم الأمور عسكريا لكن سلموا السلطة عن حسن نية لأنهم واثقين من أنفسهم أنهم أصحاب الشأن ولن يواجهون اي أذى وسيكونون هم المرجع الأساسي هذا ما كان يدور في عقولهم إلا ان الرفاق كانوا ضعاف نفوس جبناء نتيجة الجهل والغرور المزيف وجدوها فرصة ذهبية وكان جزاءهم الإعتقال والسجن بمعتقل الفتح بالتواهي و قاموا بتعذيب الشهيد فيصل عبد اللطيف لمدة ثلاث ايام بلياليها تعذيب جسدي رهيب قبل قتله رميا بالرصاص .. أرادوا بذلك تعذيب قحطان نفسه وكذلك عبد القوي محمد رشاد الشعبي وكيل وزارة الخارجيه أخ فيصل غير الشقيق وابن عم قحطان هو الآخر عذبوه ونالوا منه وأرادوا ان يغتالوه في السجن لولا معارضة علي احمد ناصر عنتر وهكذا استمرت الأغتيالات من بعدهم والتصفيات الجسدية لكل المناضلين الأحرار من الصف الأول في الجبهة القومية من وزراء وسفراء ووصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من ضياع الوطن والهويه وفقدان خيرة رجال الجنوب وعند تتبع سيرة الرفاق دارة الدائرة ورجعت التصفيات فيما بينهم من السبعينات إلى الثمانينات ومابعدها فحدث عن الفضايح ولا حرج…. والتاريخ شاهد على ذلك بعد الانقلاب على اول رئيس ورفاقه من الرعيل الاول في مثل هذا اليوم
22/06/ 1969