الضالع قلعة الصمود في الذكرى العاشرة للتحرير
لحج الغد -بقلم/وسيم عارف العبادي
في الخامس والعشرين من مايو 2025 تقف الضالع شامخة كالطود الأشم تتلفع بعباءة المجد والفداء في ذكرى عزيزة على قلوب الأحرار في الجنوب الذكرى العاشرة لتحريرها من براثن الغزو والعدوان ذلك اليوم الذي أعاد للكرامة معناها وللوطن هيبته وللشعب الجنوبي عزته وحقه في الحياة بحرية وكرامة ففي مثل هذا اليوم من عام 2015 سطرت الضالع وأبناؤها الأبطال ملحمة أسطورية نادرة لن تمحى من الذاكرة أبدًا فقد كانت أول محافظة جنوبية تنتفض وتكسر قيود الظلم وتدحر المحتل من على ترابها الطاهر معلنةً بدء صفحة جديدة من المقاومة والنضال صفحة خُطّت بدماء الشهداء وتضحيات الجرحى وصبر الأمهات وبكاء الأطفال وشجاعة المقاتلين الذين آمنوا أن النصر لا يأتي إلا عبر بوابة التضحية وأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع انتزاعًا الضالع التي لم تنحنِ ولم تخضع لمساومات السياسة ولم تركع لإغراءات الطغيان ظلت عصية على الانكسار تنزف وتبتسم تبكي وتقاتل تسقط وتنهض حتى باتت عنوانًا خالدًا لكل معاني الشموخ والإباء في الجنوب العربي الضالع التي تحولت من مدينة محاصرة إلى قبلة لكل الثوار ومنطقة عسكرية إلى قلعة للوعي والكرامة والإباء تظل اليوم مصدر إلهام للأجيال ودليلًا على أن الحق لا يموت وأن التضحيات لا تضيع سدى وأن الدماء الزكية التي سقطت على جبالها وسهولها وسواحلها لم تكن عبثًا بل كانت وقودًا للنصر ولصناعة فجر جديد من الحرية والاستقلال في هذا اليوم العظيم نرفع أكف الدعاء بالرحمة والمغفرة لكل شهيد ارتقى دفاعًا عن الضالع وأرض الجنوب ونبعث بتحية إجلال وامتنان لكل جريح لا يزال يعاني آثار المعركة في جسده وقلبه ونؤكد أن الضالع ستظل كما كانت دائمًا وأبدًا السور الذي تتحطم عليه كل المؤامرات والدسائس وستبقى رايتها مرفوعة في وجه كل من يفكر في النيل من عزتها وشرفها وإن كان التاريخ قد كتب في صفحاته أن الضالع تحررت في الخامس والعشرين من مايو فإن القلوب قد حفرت هذا التاريخ في وجدانها كأغنية انتصار خالدة تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل بكل فخر واعتزاز