أزمة وقود حادة تلوح مجددًا في الأفق لمحطات الكهرباء بلحج… والظلام يهدد سكان المحافظة مجددًا.
لحج الغد/خاص/أدهم الصماتي.
بعد أن هدأت لفترة قصيرة لم تتعدَّ أسبوعين فقط، تعود أزمة الوقود الحادة لتطارد محطات الكهرباء في محافظة لحج مجددًا، معلنة عن تحد جديد يهدد بانقطاع كامل للتيار الكهربائي، يبدأ من اليوم. الأزمة التي كانت قد أثقلت كاهل المواطنين قبل أسابيع قليلة، تعود لتجعل من الكهرباء سلعة نادرة ومطلبًا ملحًا في حياة السكان.
مصادر مطلعة في مؤسسة الكهرباء بلحج أكدت أن مخزون الوقود الخاص بمحطات التوليد لم يعد كافيًا لتشغيلها، خاصة مع تأخر وصول شحنات الوقود الجديدة، ما يضع المحطات على شفير التوقف التام. وحذر مهندسون وفنيون في المحطات من أن الكهرباء قد تنقطع بشكل كامل خلال الساعات القادمة إذا لم تُسرع الجهات المعنية في توفير الوقود اللازم.
المواطنون الذين عانوا خلال الأزمة السابقة من ساعات طويلة من الانقطاع، وجدوا أنفسهم اليوم يعودون إلى نقطة البداية، مع استمرار حرارة الصيف وقسوة الأوضاع الاقتصادية. طوابير جديدة أمام محطات الوقود ومحلات بيع الثلج تشهد تزايدًا مستمرًا، في مشهد يكرر نفسه في كل مرة، ليعكس عمق الأزمة وتأثيرها على الحياة اليومية.
لا تتجاوز أزمة الوقود التي عاشتها لحج قبل أسبوعين ذيولها، إذ عادت المشكلة لتبرز مجددًا في وقت قياسي، ما يطرح تساؤلات جادة حول جدية الإجراءات المتخذة لحل هذه الأزمة المستمرة. كثير من المواطنين يشيرون إلى أن ما حدث ليس سوى دليل على الفشل في إدارة الموارد وتأمين الاحتياجات الأساسية، في ظل غياب حلول استراتيجية ومستدامة.
مطالبات الأهالي باتت واضحة وصريحة: توفير الوقود بشكل عاجل ودائم، وإيجاد حلول جذرية تضمن عدم تكرار الأزمة مرة أخرى. في الوقت نفسه، تؤكد مصادر رسمية على ضرورة تعاون الجهات الحكومية، التحالف الداعم، والمنظمات الإنسانية لتأمين استمرار تشغيل محطات الكهرباء، التي تعتبر شريان الحياة في المحافظة.
تكرار أزمات الوقود في لحج يضاعف من معاناة السكان، ويضع علامات استفهام كبيرة حول قدرة النظام المحلي والإدارات المعنية على التعامل مع الاحتياجات الأساسية. ففي كل مرة تتوقف الكهرباء، تتعطل الخدمات الأساسية، ويزداد الضغط على الأهالي الذين يعانون من نقص المياه، انقطاع الاتصالات، وتأثر المؤسسات الصحية والتعليمية.
محافظة لحج تتجه نحو أزمة ظلام جديدة، وسط معاناة متصاعدة وانعدام الحلول الفورية. أزمة الوقود التي أعادت نفسها بعد أسابيع فقط من زوالها، تضع الجميع أمام واقع مرير، يتطلب تحركًا عاجلًا ومسؤولية مشتركة لمنع كارثة إنسانية تتفاقم مع كل ساعة يمر بها التيار الكهربائي منقطعًا.