صفحات من تاريخ لحج

حادثة “النهمة” في السلطنة العبدلية !!

لحج الغد – محسن كرد
في عام 1943م تقريبا اثناء الحرب العالمية الثانية( بدأت الحرب العالمية الثانية في الأول من سبتمبر من عام 1939م وأنتهت في الثاني من سبتمبر من عام1945م) في فترة الحرب شهدت سلطنة لحج مشكلة في الغذاء( شبه مجاعة) وذلك نتيجة لقلة الامطار وقلة تدفق السيول حيث جذبت الاراضي الزراعية ونضبت مياه الغيول وجفت.. وفرغت المخازن والمحلات من الحبوب ( القرب والصيف..والبيني.. والدخن.. والذره.. والهند والسمسم..وغيرها) كان الغذاء الرئيسي لمواطني السلطنة العبدلية هو الحبوب.وهناك اكتفاء ذاتي من الغذاء في السلطنة العبدلية. ونتيجة لهذه المشكلة القحط.عاش الناس في سلطنة لحج في ضائقة غذائية شديدة كادت ان تعصف بحياتهم في سلطنة لحج..وكان للسلطان عبدالكريم فضل بن علي محسن العبدلي طيب الله ثراه دوراً كبيراً في معالجة مشكلة انعدام الغذاء وكان لزاماً عليه من انقاذ شعبة وتوفير الغذاء لمواطنى سلطنتة حيث قام باستيراد المواد الغذائية من الحبشة بواسطة تجار يمنيين ومنهم المرحوم سعيد هادي امهوب رحمة الله عليه(والد الاعلامي والاذاعي القدير الاستاذ عبدالقادر سعيد هادي رحمة الله تغشاه) وايصالها الى عاصمة السلطنة.الحوطة
يتذكر الوالد محمد سالم قرقورررحمة الله عليه بان من المزايا والأعمال الطيبة وهى كثيره للسلطان عبدالكريم فضل العبدلي هو انقاذ شعبة في السلطنة العبدلية من المجاعة والضائقة الغذائية وذلك من خلال استيراد المواد الغدائية من الحبوب وغيرها..
سألت العم محمد قرقور كيف تم توزيعها؟؟
أجابني تم اولاً تسجيل الأسر وعدد افرادها في كافة حارات مدينة لحج وعين السلطان عبدالكريم مندوبين يسجلوا تلك الأسر وافرادها..مثلاً حارة وحيدة عين السلطان لها الوالد حسين علي عنبول رحمة الله عليه والد المهندس الزراعي فضل حسين عنبول .وهكذا بقية الحارات .وعند التوزيع للمواد التى جمعت في مكان بالقرب من مساحة سجن لحج القديم في مدينة الحوطة الذي كان يقع في مساحة ( محل العيدروس للالكترونيات والدكاكين التى بجانبة حالياً)..
وكان التوزيع يتم (بالنهمه)..أي المناداة.ولذا عرف توزيع المواد الغدائية في ذلك الوقت بالنهمه..
وكان المشرف العام على توزيع المواد الغذائية الأمير حسن بن علي العبدلي ومعه المساعدين محمد صالح الجمل( المرش)..و أحمد علي الدربي والد الأستاذ الفاضل عبد أحمدالدربي الله يعطية الصحة والعافية..
يتذكر العم قرقور قائلاً؛؛ أنا اصطحبني والدي واناصغير في يوم النهمة .وكان يوماً مشهوداً في لحج يوم تجمع الأمراء ورؤساء القبائل والمشائخ والأعيان وعامية الناس وكل واحد هو وجوانية وشلايتة…
وأكياس الوسائد الفاضية لتعبئة المواد المخصصة لهم بداخلها.. ومنتظرين دورهم في النهمه وكانت منابر المساجد تدعو للسلطان عبدالكريم فضل العبدلي في توفير المواد الغذائية وانقاذه رعاياه من الجوع…
حادثة ( النهمه) في لحج مشهورة وحتى الناس تداولتها ولأزالت تتداولها حتى اليوم حتى البعض من اللحوج.يعتبرونها جزء من تاريخ لحج.
.(عام النهمه)..ويسجلون بعض الأحداث بذلك العام….
سلااااام..
مع تحيات..
محسن ناصر كرد..