أزمة ثقة شاملة
لحج الغد – بقلم: د.حسين الملعسي
تعاني البلاد من ازمات مركبة ومعقدة تكاد لا تحصى ولا تعد ومن تلك الأزمات الخطيرة والمعقدة هي ازمة الثقة في المجتمع.
تعتبر ازمة الثقة من أكثر الأزمات تعقيدا وتأثيرا على النسيج الاجتماعي والسياسي في البلاد وهي ليست وليدة اللحظة ولكنها ازمة قديمة متراكمة ومتوارثة منذ أزمنة طويلة ولكنها اصبحت شاملة بارزة منذ بداية الحرب في 2015. ان الحرب والأزمة الراهنة قد عمقت حالة الشك وعدم الثقة بين مختلف الأطراف المتصارعة وبين المواطنين والحكومة وبين المواطنين وانتشرت بين السكان بسبب الشحن السياسي والمناطقي مما زاد من تعقيد الأزمة الإنسانية والسياسية.
ان أبعاد أزمة الثقة في ظل حرب اليمن تبان للعيان في ابعاد عدة:
1. ازمة الثقة السياسية بين الأطراف المتصارعة سواء كانت المسيطرة على المناطق المتعددة او المتحالفة معها وتسرب تلك الازمة في تلك المجتمعات واحداث شرخ مجتمعي خطير.
2. غياب الثقة في المؤسسات حيث أضعفت الحرب مؤسسات الدولة بشكل كبير سواء على المستوى الحكومي والمحلي أو في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية مترافق مع تراجع دور الدولة في تقديم الخدمات.
3. ازمة الثقة بين المواطنين حيث أبرزت الازمة الراهنة النزاعات الطائفية والقبلية والشطريه والجهوية حيث من المتوقع ان تعيق بقوة عمليات المصالحة وتزيد من الانقسامات المجتمعية.
4. اهتزاز الثقة في المجتمع الدولي والاقليمي نتيجة للإحساس بعدم كفاية الجهود المبذولة لإنهاء الحرب وتقديم المساعدات.
سبل تجاوز ازمة الثقة
ان تجاوز ازمة الثقة عملية معقدة وطويلة المدى وتتطلب الخروج من ازمة الحرب والأزمة السياسية ونقترح ايضا:
– بناء الثقة من خلال الحوار بين الاطراف المتحاربة والاطراف السياسية كعامل هام يساعد في تجاوز أزمة الثقة.
– تعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة وامتدادها المحلي والاقليمي والدولي.
– تعزيز دور المجتمع المدني من خلال المبادرات المحلية التي تعزز التعايش السلمي وتدعم جهود الإغاثة والمصالحة المجتمعية
– دعم جهود السلام الدولية الهادفة لوقف الحرب واحلال السلام العام والشامل والمستدام.
– إعادة بناء مؤسسات الدولة وتعزيز دورها في تقديم الخدمات الأساسية.
وعليه فإن معالجة أزمة الثقة في ظل حرب اليمن تحتاج إلى جهود متكاملة وشاملة تشمل كافة الأطراف المعنية وتستند إلى الإرادة الحقيقية لتحقيق السلام والاستقرار.
اخيرا اسمحوا لنا ان ندعوا وعبر منبر مؤسسة الرابطة الاقتصادية الحر والمستقل الى حوار مجتمعي شامل لإعادة بناء الثقة في مدينة عدن ونحن على استعداد للعمل مع المهتمين لبدء حوار اعادة الثقة في المدينة.
د. حسين الملعسي
رئيس تحرير مجلة الرابطة الاقتصادية.
عدن اغسطس 2024