تقارير وتحقيقاتمقالات

ماذا بعد اتفاق آل سعود وإيران؟!

لحج الغد

ماذا بعد اتفاق آل سعود وإيران؟

المحامي: منصور ناصر الحوشبي

لايستطيع كائناً من كان أن يعترض أو أن يُنكرحق أي دولة في تحديد علاقاتها وسياساتها الخارجية فهذا حقها الطبيعي المنسجم وسياستها الداخلية،،، ما ننكره اليوم على حُكام الـ سـعود لعبهم طوال كل تلك السنوات بعواطف ومشاعر الناس بإن موقفهم من إيران ثابت لا يتزحزح باعتبارها دولة مارقة مخالفة للسُنة والاجماع رافضية شيعية إثناء عشرية حرفت الإسلام تَسُب أُم المؤ منين عائشة والصحابة وتتدخل بأعراضهم رضوان الله عليهم وإن جبريل عليه السلام أخطأ بتبليغه للرسالة وووالخ هكذا صوروا الحال ليذهبوا للتسو يق لمذهبهم المخالف لبقية المذاهب وبأكثرغلواً وتطرفاً وتشدداً،،، اليوم حين ذهبوا للتطبيع مع من يصفونها عدواً للإسلام فيا ترى ماموقف الذين أضلوهم…؟!!! وكنتيجة لهذا الاتفاق سَتصدر الفتاوىٰ المُعززة له التي ستُجرم وتمنع التعرض للشيعة من قبل دُعاتهم ومنابرهم داخلياً وخار جياً (إنما المؤمنون إخوة كعهدنا بمن سبقهم شمالاً)؛ لذلك فمن حقنا أن نتساءل (هل أن إيران كدولة ملآلي أسلمت ولبست عباءة وهابية الـ سعود…؟ أم أن الـ سعود كحكام تشيعوا ومرقوا عن مذهبهم وآمنوا بمذهب أبي لؤلؤة المجوسي ولبسوا عِمَائمهم السوداء؟) معلوم أن خلاف وصراع الطرفين جذره سياسي تحكمه المصلحة التي تعارضة مع سياسة الـ سعود السادية منذ ظهور الدولة الإيرانية الخُمينية عام 1979م؛ (لهذا فأن عقيدة الإسلام الصحيحة لاخوف عليها فهي ثابتة كثبات الراسيات لاتتبدل وليس لها ظل متحول كحال السياسة) إذاً ماذاعساهم قائلون لِمَن غُرروا بهم وللقتلى وأُسرهم وللجرحى والمعتقلين في أي أرض وتحت أي سماءكانوا من الذين أعتقدوا أن حربهم مع الشيعة للذود عن عقيدة الإسلام التي حرفها هؤلاء الروافض ومفتاحاً للجنة؟ أكدنا مراراً (أن الدين لله وأن الوطن للجميع وأن الدين لايلتقي مع السياسة فلامستجيب).
* إن الـ سعود بهذا الاتفاق إنماأعتقدوا أنهم ضمنوا مصالحهم وأمنهم وإستقرارهم وتجنب الضربات الموجعة التي تكبدوها ممن تنعتهم بذراع إيران بالمنطقة وقد لايصمد طويلاً في كونه اتفاق الضرورة؛ لأن الخوثيين كما يصرحون لديهم مشروع استعادة كل الأراضي المحتلة والمستقطعة منذ العام 1934م وحتى اللحظة وأن صدقوا في ذلك أعتقد أنهم سيجدوا كل الناس سنداً ودعماً وفي مقدمة الصفوف،،، وليعلم الجميع أن الـ سعود ذهبوا لهذا الاتفاق ليس عن قوة ولكنه كتعبيرعن حالات الضعف التي وصلوا اليها مُرغمين وبالمقايضة على حساب الجنوب وقضيته وسبق أن نبهنا إلى أنهم يديرون مفاوضاتهم خلف الكواليس لحماية أنفسهم ومصالحهم وليس من أجل أصحاب الحق والأرض أو لإ نهاء الأزمة،،، نحن أحوج ما نكون لتبني وإدارة هذا النهج من المفاوضات كسلطات للأمر الواقع لنقرر مانُريد حتى لايغرد الجنوب خارج سِرب اللُعبةالسياسية
* إن الـ سعود حسموا أمر الشمال بتسليمه للغُترة وإيران ولن ير ضوا يوماً عن الجنوب وأهله وعلى استعداد للتحالف مع الشيطان ضده وتلكم الحقيقة التاريخية لعدائها له التي يجب أن يفهمها كل إنسان وطني شريف يهمه أمروطنه وليس أمر بطنه.
* إنه على خلفية هذا الاتفاق تغيرت واختلت كُل المعادلات وموازينها وهذا ما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة.
* إنه يقع على جميع الأطراف التقاط اللحظة والوصول لتفاهمات سياسية تضمن حق كل طرف ولا يحتاج الأمر لدبلوماسية خرقاء من تزييف وتدليس الحقائق لهذا فإأنني أسدي نصائح ثلاث للمشمولين أدناه وأُفندها بالآتي:
*الأولى:ــ للذين لازالوا يعتقدوا بأن الخلاف والصراع والحرب دينية/ عقائدية عليهم مراجعة حساباتهم وعودتهم لِرُشدهم وجادة الصواب والكف عن الدعوات الصاخبة للغير تنفيذاً لأجنداته السياسية المغلفة بالدين وأن يعودوا لدين الوسطيةوالاعتدال ونبذ التطرف والغلو فالدين رحمة وأخلاق وليس شطحات وشقاق
* الثانية:_ لأولئك الذين جعلوا من أنفسهم بنادق للإيجار من يمارسوا لعبة الموت بالمجان لمصلحة الدخيل بأن يجتنبوا تلك الحرب التي يديرهاالـ سعو بإمكانياتهم وبدماءالبُسطاء من أبناء هذا الوطن بعد أن انقشعت الغُمة وأن يتمثلوا الحديث النبوي الشريف (إذاالتقىٰ سيفان في الإسلام فالقاتل والمقتول في النار)وسرعة العودة إلى أهاليهم وديارهم والانضمام لصف وطنهم للدفاع عنه فالمؤامرة كبيرة وأن يؤمنوا بحق أن الرزاق هو الله وليس الريال السعودي وأن يتيقنوا أنه لاوجود لمقبرة للجُوعِ
* الثالثة:ــ للمجلس الانتقالي الجنوبي وبقية القوى الوطنية المؤمنة بعدالة قضيتة وسبق أن تطرقنا إليه في موضوعنا السابق وأُكرره لأهميتة سرعة التقاط اللحظة والدخول بمفاوضات مباشرة مع الحوثيين وشركائهم للوقوف على أرضية وقواسم مُشتركة مُزمنة حتى لايجد الجنوبيين أنفسهم غُرباء في وطنهم وبمعزل عن أي حلول أوتسويات مع سرعة تحرير بقية المُدن وفرض الأمر الواقع الآخر فيما كانت اشتراطات الحلول تعجيزية فالجنوب المُستهدف من ذلك الاتفاق،،، فإن لم تفعلوا ستجدوا وطنكم وشعبكم مخطومان برباطٍ غليظٍ على عتبات باب اليمن ومصير قياداته الشتات وبين قتيل وسجين يُحاكم كحال من سبقهم في مختلف المنعطفات،،، وهذه المرة سَيُكَرِر التأريخ نفسه وبصورة أكثرتراجيدية وانتقام ووحشية
*إن الـ سعود حسموا أمرهم وخيارهم بسلامتهم وأرضهم وترك الجنوب تتقاذفة المشاريع التوسعية الصبيانية وإذ لم يَكُن كذلك جعلة كساحة حرب فهل من مُدَكِر
*دعونا نتكلم بأكثر شفافية إن الـ سعود فشلوافي قيادة التحالف بمخالفتهم لاهدافه وفي إدارتهم للأزمة بتغليبهم للمصلحة الخاصة والوقوف لطرف المُتنفذين الشماليين بالتماهي معهم لإفشال حرب تحرير صنعاء عن قصد حين إدعوا باطلاً أنهم أتوا لأجلها بعاصفتي الحزم والأمل لكنه لم يوجد أي حزمٍ وأي أمل فجعلوا منهما قضية للسيطرة وللتسويق السياسي والاتجار المادي ودعم من يدعون محاربتهم بكل إمكانيات الصمود والبقاء ليتوجهوا جنوباً لتأسيس واقعاً جديداً من التبعية وإرساءالنموذج السيئ لإدارته وتوقيع اتفاقيات لم تنفذوهم أول مخترقيها ماجعلهم يفقدوا مصداقيتهم ،،،وبدلاًمن القضاء على الانقلاب لعودة الشرعية انقلبوا على ذات الشرعيةباستخدامهم السيئ للفصل السابع المُطبق على الجنوب المحرر فقضوا على كل مقومات الحياة فيه وتمكين حُلفاء حرب صيف 1994م من حُكمه بمناصفة مزعومة فألتقوا جميعاً عند تدميره وتخريبة واقتطاع أراضيه وجُزره وبحاره وأجوائه وممراته الدولية وحرب خدمات ونهب كل مقدرات ومقومات النهوض وإطلاق العنان للفساد والمفسدين وتجويع الناس بقطع معاشاتهم وإحداث التفرقة والعنصرية وإحياء الثأرات والصراعات وتشكيل جيش خاص بهم بدلامن السير في عملية الدمج بحسب مخرجات اتفاق الرياض وتلكم منجزاتهم لسنوات الحرب جنوباًفكانوا (أن أرتموا في أحضان من ثأروا ضدة) ويذكرنا هذا بقصة السباق العجيب للسُلحفاة والأرنب.
* اليوم يمر الجنوب بأسوأ حالات التآمرللقضاء على ما بقي من أمل للحرية واستعادةالدولة بإدخاله بدوامة الصر اع البيني لمفضي لحرب لاتُبقي ولاتَذر إذلم يتم تدارك الأمر من قبل العُقلاء فيذهبوا لميثاق شرف يُجرم الدم الجنوبي بين ٱبنائه وإن الجنوب لايمكن يكون إلاَ لَهُم وبِهِم يكفينا صراعا ت ودماء فلا يغرنكم المال المعجون بذل العبودية فالشرف والكرا مة كُلاً لايتجزأ والوطن فوق الجميع ترخص دونه التضحيات فيا أبنا الجنوب اتحدوا…!!
(إنــتـــهــى)