مقالات

الاهتمام بجميع المناطق والمحافظات وتقديم الرعاية ضرورة وطنية

صالح محمود ..وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية

Images (86)
تتكوّن بلادنا من نسيج متنوع جغرافيًا وثقافيًا واجتماعيًا، حيث تمتد من المهرة شرقاً إلى باب المندب غربا، ومن الجبال إلى الهضاب و السهول، ومن المدن الكبرى إلى القرى الصغيرة. ولكي تنهض البلاد على نحو متوازن، لا بد من تبنّي سياسة شاملة تُعنى بجميع المناطق دون تمييز أو تركيز على العاصمة أو المدن الكبرى فقط بل يجب تقديم ذات الاهتمام للقرى والجبال الريفية. فالتنمية المتوازنة ليست مسألة إنصاف فحسب، بل هي أيضًا ضرورة استراتيجية لضمان الاستقرار والازدهار..وعلية يجب الاهتمام بجميع المحافظات من أجل :
*تحقيق العدالة الاجتماعية:*
عندما تتوزع الخدمات والمشروعات بشكل عادل بين المحافظات، يشعر المواطن في كل منطقة أنه جزء من الوطن وله نفس الحقوق والفرص، ما يعزز الانتماء الوطني ويقلّل من النزاعات أو الإحساس بالتهميش
*يمنع النزوح و الهجرة الداخلية العشوائية:*
التركيز على العاصمة والمدن الكبرى يدفع سكان الريف والمناطق النائية إلى النزوح بحثًا عن العمل أو التعليم أو الخدمات الصحية، مما يؤدي إلى ازدحام المدن وتراجع الإنتاج الزراعي والريفي.
*تنمية الموارد المحلية:*
لكل محافظة مواردها الخاصة — سواء زراعية سمكيةأو سياحية أو صناعية أو ثقافية — واستثمارها محليًا يرفع من الدخل القومي ويخلق فرص عمل للسكان دون الحاجة للانتقال.
*تعزيز الوحدة الوطنية:*
عندما تُعامل كل منطقة باحترام واهتمام، تُبنى الثقة بين الدولة والمجتمع، وتضعف النزعات المناطقية أو القبلية، لأن الجميع يشعر بأنهم متساوون في الحقوق والواجبات.
*السلبيات الناتجة عن التركيز على مناطق محددة فقط يؤدي إلى :*
1. التفاوت التنموي:
بعض المدن تصبح متقدمة ومكتظة، بينما تبقى مناطق أخرى فقيرة ومتخلفة في البنية التحتية والتعليم والصحة.
2. ضعف الإنتاج المحلي:
إهمال الريف يؤدي إلى تراجع الزراعة والصناعات الصغيرة، ما يجعل الاقتصاد يعتمد على الواردات بدلًا من الإنتاج الوطني
3.تزايد الفجوةالاجتماعية:
ينشأ جيل يشعر بالحرمان في الأطراف مقابل طبقات ميسورة في المدن الكبرى، مما يولّد الإحباط والاحتقان الاجتماعي.
4.نزوح العقول والكفاءات:
كثير من الشباب في المناطق البعيدة يهاجرون إلى العاصمة أو الخارج بسبب غياب فرص التطور في مناطقهم، فيخسر الوطن طاقاته.
*الإيجابيات المتوقعة من الاهتمام المتوازن*
1.تنمية شاملة ومستدامة:
توزيع المشاريع على كل المحافظات يخلق اقتصادًا متينًا يعتمد على تنوع الموارد والفرص.
2.استقرار اجتماعي وأمني:
العدالة المكانية تُقلّل من الشعور بالغبن، وتُقوي التماسك الوطني وتُحدّ من أسباب الاضطرابات.
3.تحفيز العودة من المهجروالاستقرار:
عندما يشعر المواطن أن منطقته تقدم له الخدمات والفرص،تقل الهجرة الداخلية والخارجية، ويُعاد التوازن الديمغرافي.
4.تحسين صورة الدولة داخليًا وخارجيًا:
دولة تهتم بجميع مناطقها تُظهر للعالم نموذجًا في الإدارة الرشيدة والعدالة، وتجذب الاستثمارات والسياحة.
إن بناء وطن المستقبل لا يمكن أن يقوم على تنمية مدينة بعينها بالساحل أو الهضاب أوالجبال وحدها، بل على رؤية وطنية شاملة تشمل الساحل والجزر والهضاب والسهول والجبال كما تشمل الصحراء. فكل محافظة في بلادنا تحمل جزءًا من روحها وتاريخها وثروتها العربية. والاهتمام بها جميعًا هو السبيل الوحيد لبناء وطن متوازن، قوي، ومتصالح مع ذاته…ولكم خالص تحياتي
*صالح محمود ابو سهيل*
٣٠اكتوبر ٢٠٢٥م