أخبار المحافظاتأخبار لحجتقارير وتحقيقات

موجة جفاف تضرب منطقة الجبل بردفان ومطالبات بإحياء مشروع مياه صمعان الجبل المتعثر منذ 30 عامًا

موجة جفاف تضرب منطقة الجبل بردفان ومطالبات بإحياء مشروع مياه صمعان الجبل المتعثر منذ 30 عامًا ..

لحج الغد _ ردفان، علي حسن الخريشي

مع تصاعد موجة الجفاف التي تضرب مناطق الجبل في ردفان بمحافظة لحج، تتزايد التساؤلات والنداءات المطالبة بإعادة إحياء مشروع مياه صمعان الجبل الاستراتيجي، الذي تعثر لأكثر من ثلاثة عقود، وتحديدًا منذ عام 1990م.

أزمة مياه خانقة تهدد حياة 15 ألف نسمة

تسببت شحة الأمطار الموسمية في حدوث موجة جفاف حادة ونفاذ خزانات المياه التي يعتمد عليها سكان منطقة الجبل بردفان، والتي تشمل مناطق واسعة ومتفرقة مثل جهور، الجبلة، ظاهرة البكري، وظاهرة الحيمدي، وغيرها. التي يصل عدد السكان فيها نحو 15 ألف نسمة، يعيشون اليوم تحت وطأة نقص حاد في المياه.
دفعت هذه الأزمة العديد من الأسر إلى النزوح المؤقت بحثًا عن مصادر للمياه، بينما اعتمد آخرون على جلب المياه عبر صهاريج (الوايتات)، التي تكلفهم مبالغ باهظة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي. ويعتمد البعض الآخر على ما توزعه بعض المؤسسات الخيرية من مياه، لكن هذه الحلول لا تلبي الاحتياج المتزايد للسكان.
ومع بروز هذه الموجة من الجفاف الموسمي يبقى مشروع صمعان الجبل حل استراتيجي معطل .
يعيد السكان طرح قضية مشروع مياه صمعان الجبل، الذي كان يضخ المياه منذ عام 1987م، مغطيًا شبكة واسعة من مناطق وقرى البكري حينها. وقد أعقب ذلك محاولات لتوسعة المشروع من خلال حفر ثلاثة آبار جوفية وبناء أربعة خزانات كبيرة بسعة تزيد عن 150 ألف لتر، وكان من المخطط أن يتم الضخ منها على ثلاث مراحل.
إلا أن المشروع تعثر في عام 1990م بسبب مشكلات تتعلق بملاك الأراضي، ومنذ ذلك الحين لم تتحرك أي جهات لحل هذه الإشكاليات واستئناف الضخ. ووفقًا لتصريحات بعض أعضاء لجان العمل التي شُكلت آنذاك، فإن المشروع لا يحتاج سوى لترميمات بسيطة للخط الرئيسي للشبكة والآبار، مع الإشارة إلى أن المضخات لا تزال صالحة للاستخدام.
كان هذا المشروع استراتيجيًا ومخططًا له توفير المياه ليس فقط لمنطقة الظاهرة والمناطق المجاورة، بل ليشمل مناطق أخرى متفرقة، مما يؤكد أهميته الحيوية.

ردفان تتطور.. والجبل يعاني:

بينما شهدت أغلب مناطق ردفان حاليًا نجاح مشاريع مياه أهلية تضخ المياه إلى منازل المواطنين، تبقى ظاهرة البكري وجميع مناطق الجبل المجاورة لها تعاني من غياب مشاريع المياه، سواء الحكومية أو الأهلية.
مع كل موجة جفاف وشح في الأمطار تضرب هذه المنطقة التي تعتمد بشكل أساسي على مياه الخزانات المحفورة في جوف الجبال والتي تتغذى من مياه الأمطار، تبرز الحاجة الملحة إلى التساؤل: لماذا لا يتم ترميم شبكة مياه صمعان الجبل وحل أي إشكاليات تعرقل هذا المشروع الاستراتيجي؟ هذا المشروع يمثل شريان الحياة لنحو 15 ألف نسمة أصبحوا يبحثون عن شربة ماء نظيفة. وحتى إن توفرت المياه من السدود التي تغذيها مياه الأمطار، فإنها غالبًا ما تكون ملوثة وتهدد حياة السكان، لاسيما الأطفال منهم، بأمراض وأوبئة مختلفة مثل البلهارسيا وأمراض الكلى وغيرها من الأمراض المرتبطة بشرب المياه الملوثة.

دعوة عاجلة لإنقاذ حياة السكان:

من هنا، نوجه دعوة إنسانية عاجلة إلى كافة الجهات الحكومية، والمجلس الانتقالي، والمنظمات الإنسانية، ورجال المال والأعمال، وكل الخيرين، للتكاتف وإعادة إحياء مشروع مياه صمعان الجبل ، كونه لا يوجد بديل حتى الان لحل مشكلة المياه المزمنة في ظاهرة ردفان، سوى هذا المشروع الحي المتعثر ،وهو مشروع ضروري لإنقاذ حياة آلاف السكان وتجنيبهم مخاطر الأمراض والأوبئة.