
سعدت حقًّا بعدما وصلتني رسالةٌ من زميل من المغرب العربي، يقول لي فيها: أنت نافذتنا على قضية الجنوب.
نعم، في الحقيقة ومع الأسف الشديد رغم المعاناة والكوارث التي يعانيها الشعب الجنوبي منذ احتلاله من دولة الشمال بقيادة علي عبد الله صالح عام 1994 طمس الإعلام قضية الجنوب كدولة محتلة من قِبَل الشمال، ولم يتطرق لمعاناته التي لا يزال يعانيها الشعب الجنوبي الذي علَّم شعوب المنطقة برمتها ما عُرِفَ لاحقا بمليونيات تطالب بحقها بالعيش الكريم.
الإعلام الإقليمي والدولي مقصر في ملف قضية الجنوب، وهذا ما أدى إلى أن يتم تدشين قنوات فضائية جنوبية، ولكن لم تكن بالمستوى الذي يمكنه أن يدافع عن القضية الجنوبية، ومعظمها استولى عليها المعادون لعودة دولة الجنوب كما يريد شعبها بعد وحدة فاشلة كان الهدف منها الاستيلاء على خيرات الجنوب من نفط وغاز وذهب ومعادن ثمينة لا تقدر بثمن، لذلك حرصت قوى الفساد وبرعاية دولة الشمال على تدمير كل قوى جنوبية بشتى الطرق بدءًا من الاغتيالات ومرورًا بشراء الولاءات وصولا للمفخخات، وهذا ما أدى لدخول قوى إقليمية طامعة في نصيبها من كعكة خيرات الجنوب بينما الشعب الجنوبي غرق في بحر من الفقر والحرمان، والأسوأ من إذلال الشمال لأي مواطن جنوبي.
هذه الحقائق لا تسمعونها في الإعلام لا الإقليمي ولا الدولي، وما يمكن أن تسمعوه هو لقاء مع سفير هنا، أو جولة لمسؤول هناك، أما معاناة الشعب الجنوبي وما يواجه من تحديات مثل حرمانه من الكهرباء صيفا وشتاءً، والبطالة، والإرهاب، والفساد فلا مجيب لها، كل ذلك جعل المواطن الجنوبي يكفر بكل الموجودين في المشهد الجنوبي بما فيهم المجلس الانتقالي الذي كلَّفه بعودة دولته ولا يزال يردد عهد الرجال للرجال أي العهد الذي تعهَّد به للعمل على عودة دولة الجنوب، ويقال بأنه غرق في وحول الفساد، فساد الشرعية وفساد الإقليمية، ولا عزاء للمواطن الجنوبي.
فإن فسد الملح فبماذا نُملح يا عيدروس؟!!\