تنافس بين بريطانيا وألمانيا على صدارة سوق السيارات الكهربائية في أوروبا
تنافس بين بريطانيا وألمانيا على صدارة سوق السيارات الكهربائية في أوروبا
لحج الغد / وكالات
تتنافس بريطانيا مع ألمانيا لتصبح أكبر سوق للسيارات الكهربائية في أوروبا خلال عام 2024، بعد أن أنفقت شركات صناعة السيارات ما يقدر بنحو 4.5 مليار جنيه إسترليني (نحو 5.5 مليار دولار) في خصومات لتحفيز التحول بعيداً عن سيارات الاحتراق الداخلي.
وفقاً لأرقام من جمعية مصنعي وتجار السيارات، شكلت السيارات الكهربائية 19.6% من السيارات الجديدة المباعة في المملكة المتحدة العام الماضي. وهذا أعلى من نسبة 16.5% التي شوهدت خلال عام 2023 ولكن لا يزال أقل بكثير من هدف 22% المطلوب بموجب نظام حصص السيارات الكهربائية في بريطانيا.
وارتفع العدد الإجمالي للسيارات الكهربائية المباعة في المملكة المتحدة بنسبة 21% إلى رقم قياسي بلغ 382 ألف مركبة في العام، وهو أعلى من 347.048 ألف سيارة تم بيعها في ألمانيا بين يناير كانون الثاني ونوفمبر تشرين الثاني، وفقاً لصحيفة فاينانشال تايمز.
بينما انخفضت مبيعات السيارات الكهربائية في ألمانيا بنسبة 26% العام الماضي بعد خفض الدعم، حيث تخسر علامات بارزة مثل «ستيلانتيس» و«مرسيدس» و«فولكسفاغن» مواقعها لصالح المنافسين.
التحديات التي تواجه صناعة السيارات الأوروبية
تأتي الزيادة القوية في المبيعات في بريطانيا، على الرغم من التحديات التي تواجه صناعة السيارات الكهربائية في أوروبا، وتُعزى هذه التحديات إلى التكاليف المرتفعة وندرة الطرازات الجديدة، مما أدى إلى إعلان بعض أكبر شركات صناعة السيارات عن خفض الوظائف وإغلاق المصانع.
وأظهرت أحدث تقارير «EV Tracker» الصادرة عن «بنك أوف أميركا» أن علامات رئيسية مثل «ستيلانتيس» و«فولكسفاغن» و«مرسيدس بنز» شهدت خسائر كبيرة في حصتها السوقية.
وتواجه شركات صناعة السيارات الكهربائية في أوروبا منافسة شديدة مع نظيرتها الصينية، إذ توصل تحقيق أجراه الاتحاد الأوروبي في عام 2024، إلى أن الإعانات الصينية كانت تخلق منافسة غير عادلة من خلال تقويض مصنعي السيارات الكهربائية المحليين.
ولمواجهة ذلك، فرض الاتحاد الأوروبي تعرفات جمركية تصل إلى 35.3% على السيارات الكهربائية الصينية في أكتوبر تشرين الأول، وتعهدت بكين باتخاذ تدابير انتقامية، بحسب موقع يورو نيوز.
شكلت الصين أكثر من ثلثي مبيعات السيارات الكهربائية العالمية في نوفمبر تشرين الثاني، بينما تقلصت المبيعات الأوروبية بنسبة 3%.
وتستحوذ شركة بي واي دي على معظم مبيعات تلك السيارات، ففي خلال عام 2024، ارتفعت مبيعات الشركة بنسبة 41.3% على أساس سنوي، حيث باعت 4.272 مليون مركبة مقارنة بـ 3.024 وحدة في عام 2023.
ارتفاع التكاليف
يُعد ارتفاع التكلفة الإجمالية لامتلاك السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات مقارنة بنظيراتها التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي أحد الأسباب الرئيسية لنموها البطيء في أوروبا، وفقاً لتقرير «بنك أوف أميركا».
على الرغم من أن السيارات الكهربائية توفر تكاليف تشغيل أقل عموماً، فإن أسعار الشراء المرتفعة والانخفاض الكبير في قيمتها مع مرور الوقت يمنع انتشارها على نطاق أوسع.
في ألمانيا، التي تُعتبر مؤشراً رئيسياً للسوق الأوروبية، تظل أسعار السيارات الكهربائية أعلى بحوالي 20% من السيارات التقليدية حتى بعد احتساب الإعانات والحوافز المالية.
وأشار المحللون إلى أن المستهلكين الأوروبيين يترددون في التحول إلى السيارات الكهربائية بسبب التكاليف الأولية المرتفعة والمخاوف المتعلقة بالقيمة المتبقية للمركبات.
وأفاد محللو «بنك أوف أميركا» بأن «أسعار السيارات الكهربائية بحاجة إلى الانخفاض لتحفيز طفرة في المبيعات بغض النظر عن التشريعات».
وخفض «بنك أوف أميركا» توقعاته لمبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا، بنسبة 2% على أساس سنوي في عام 2024.
وتسعى أهداف الاتحاد الأوروبي الطموحة بشأن الانبعاثات، بما في ذلك الحظر الكامل على مبيعات السيارات الجديدة التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2035، إلى إعادة تشكيل سوق السيارات بشكل جذري.
ورغم الضغوط التنظيمية، وخصوصاً تلك المتعلقة بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي ستواصل دفع شركات السيارات نحو التحول الكهربائي، تظل التكلفة الإجمالية المرتفعة لامتلاك السيارات الكهربائية عائقاً كبيراً أمام تبنيها على نطاق واسع في أوروبا.
وتواصل سوق السيارات الكهربائية العالمية نموها، لكن الأداء الضعيف لشركات صناعة السيارات الأوروبية وظهور السيارات الكهربائية الهجينة القابلة للشحن يشير إلى أن التحول إلى السيارات الكهربائية بالكامل قد يستغرق وقتاً أطول من المتوقع ..