أخبار الجنوبأخبار لحجاقتصادتقارير وتحقيقات

لحج: انحسار زراعة «النخيل» وارتفاع أسعار «البلح»

لحج الغد – متابعات
أسعار البلح ارتفعت في الأسواق اليمنية بسبب تراجع زراعة أشجار النخيل – تصوير مراسل المشاهد

لحج – صلاح بن غالب

ارتفعت أسعار محصول البلح في أسواق محافظة لحج (جنوب اليمن)، وسط انحسار رقعة زراعة النخيل وانقراض أشجارها بشكل كبير ومستمر.

وأوضح المزارع منصور أحمد الزعوري لـ«المشاهد» أن رقعة زراعة النخيل تضاءلت بشكل كبير؛ نتيجة انقراض معظم الأشجار.

وأرجع الزعوري أسباب ذلك إلى تخلي معظم الفلاحين عن غرس الأشجار على ضفاف الوديان، وفي محيط مزارعهم، كما كان قديمًا.

وأضاف أن المزارعين كان يولون النخيل إهتمامًا خاصًا في تعهدها بالرعاية وتقليم أشواكها، وتلقيحها حتى تؤتي ثمارًا ذات جودة عالية.

وتأسف الزعوري على انقراض الآلاف من أشجار النخيل على ضفاف وادي معادن بمديرية طور الباحة، وصولًا لمديرية حيفان بتعز شمالاً.

وكذلك في وديان عزلة الزريقة بمديرية المقاطرة، والتي كانت ترفد أسواق محافظة لحج بكميات كبيرة من البلح بأنواعه المختلفة.

أنواع المحصول

بائع البلح وديع حسن فقال لـ«المشاهد» إن ثمار النخيل أنواع متعددة، وأصناف مختلفة.

وأشار إلى أن منها البلح الأصفر، الأحمر، المناصف، القَصب، الرُطب، الحيسا، الملدان، والمحماض، وكل نوع يمتاز عن غيره بالطعم والجودة.

وأضاف: سعر سلة البلح القادم من محافظة حضرموت سعة 13 كيلوجرام، بلغ 40 ألف ريال يمني، وسعر الكيلو بـ2000 ريال.

ويصل سعر السلة (المناصف) من السهل التهامي، غرب اليمن، إلى 35 ألف ريال، مقارنةً بسعر العام الماضي 25 ألف ريال.

تراجع زراعة النخيل

يذكر عضو الجمعية الوطنية للبحث العلمي والتنمية المستدامة ببلحج الدكتور سامي الصبيحي لـ«المشاهد» عدة أسباب لتراجع زراعة النخيل في المحافظة.

إقرأ أيضاً  7 انتهاكات ضد الصحفيين خلال شهر

من تلك الأسباب تعاقب دورات الجفاف بصورة مستمرة في بعض المناطق المشهورة بزراعة النخيل، بحسب الصبيحي.

بالإضافة إلى أن قدم أعمار معظم الأشجار يؤدي إلى قلة إنتاجها؛ نظرًا لعدم كفاءتها للقيام بوظائفها الفسيولوجية على الوجه الأكمل.

محذرًا من عدم الاهتمام برعاية أشجار النخيل، خصوصًا الطويلة منها، وصعوبة الصعود إلى رؤوسها العالية.

وقال الدكتور الصبيحي إن كل ذلك، إضافة لترك الأشجار بدون تلقيح، وتركها فريسة للآفات الزراعية يؤدي إلى إنقراضها.

كاشفًا أن إسراف الحرفيين بتقطيع سعف النخيل وأطرافها العلوية لصناعة القبعات وفرش الحصير دون إرشاد أفضى لانقراض الكثير من النخيل.

إحصائيّات

بحسب التعداد الزراعي لعام 2002 فإن أشجار النخيل في مديريات محافظة لحج بلغت 37752 شجرة.

وتوزع تلك الأشجار على مديريات: “المقاطرة 14172 نخلة، تليها طور الباحة بـ12905 نخلة، والمضاربة ورأس العارة 8720 نخلة”

كما تحتضن “مديرية تبن 1399 نخلة، ويهر 286 نخلة، والقبيطة 181 نخلة، وردفان 107 نخلة”.

وبحسب إحصائيّات رسمية صادرة عن وزارة الزراعة اليمنية، فإن عدد أشجار النخيل بلغت نحو 4.680 ملايين نخلة.

منها ما نسبته 67% أشجار مثمرة، وتشغل رقعة زراعية تقدر بـ23.6 ألف هكتار، وبقدرة إنتاجية تبلغ 75 ألف طن سنويًا.

وتحمل النخلة ما بين 30 و50 كيلوجرامًا من التمور، وتنتج اليمن نحو 35 صنفًا من أنواع التمور عالي الجودة.

مادة خاصة بالمشهد اليمني