مقالات

في 27 رمضان عدن انتصرت للعروبة

في 27 رمضان عدن انتصرت للعروبة

كتب / خلدون البرحي

حقيقة يجب علينا الا ان ننظر الى تحرير العاصمة عدن من مليشيات الحوثي الإرهابية، على انه مجرد معركة دارات رحاها في الخارطة الجُغرافية للجنوب، أو انها حرب بين الشمال والجنوب، في استمرار الهيمنة الشمالية والرفض العارم للجنوبين من استمرارها، وسعيهم الحثيث نحو استعادة الدولة الجنوبية المعروفة بحدودها الدولية قبل عام 1990، العام الذي مثل النكبة الكبرى لنا في هذا الوطن وما شهده من ارهاصات تصفية القيادات المدنية والعسكرية، وتعرضه لحرب اجتياح الضم والالحاق تحت شعار الوحدة أو الموت وتسريح الكوادر الجنوبية من اعمالهم العسكرية والمدنية.

على حقيقة كل ذلك وغيرها من الوقائع والاحداث التي شهدها جنوبنا، وبشاعة شعور الجنوبيون في وطنهم بالغربة وحرمانهم من حقوقهم وتجريف هويتهم وطمس معالم وطنهم وثقافتهم على مدى 30 عاماً من وحدة عدم التكافؤ، ونكران صدق وصفاء الجنوبيين في شراكة قادتهم إلى الإذلال والهون وحرمانهم من ابسط حقوقهم بالعيش بكرامة وحرية فوق ذرات رمال وطنهم السليب، بفعل فج اكتملت اركان مخططه الخبيث في أجتياح غاشم وغادر في صيف عام 1994.

من تلك المنطلقات والحيثيات كان شعب الجنوب بركان تغلي حممه، وينتظر لحظة الانفجار المناسبة للخلاص من ويلات الظلم والاضطهاد، والتي جاءت تلك اللحظة على خلفية تكرار تعزيز الضم والالحاق عبر لاعب جديد وادوات جديدة يتجاوز طموحها السيطرة على الجنوب ويعلو سقف مشروعها المدفوع بتخطيط إيراني نحو السيطرة على المنطقة وتفكيك دولها ومحاصرتها من سوريا إلى لبنان وصولاً الى اليمن.
مشروع طائفي سلالي متطرف ظالم كهنوتي مسبوق بسبقة دينية ما انزل الله بها من سلطان.

لذلك لم يك انتصر العاصمة عدن في الـ 27 من رمضان قبل 9 سنوات من اليوم هو انتصار لشعب الجنوب وقضيته فقط، بقدر ما مثل ذلك الإنتصار القضاء على مشروع مظلم كان يتربص بالجنوب والمنطقة العربية برمتها، ويهدد الإقليم والعالم برمته من اقصاه إلى اقصاه.

في 27 رمضان الذي نحتفل به اليوم في ذكراه العاشرة على تحرير العاصمة عدن، كان موقعة ازلية ومعركة دفاع عن الامة العربية، في مواجهة مشروع تنفذه مليشيات الحوثي الإرهابية سعياً الى تغيير معالم الوطن العربي انطلاقاً من العاصمة عدن وعبرها الى عواصم الجوار العربي،
فكان لابد ولزاماً على العرب من دعم مقاومة المشروع الحوثي المقيت واخطاره عبر سبيلهم المتمثل بأبناء الجنوب بداية من العاصمة عدن مروراً بأخواتها لحج وابين وحضرموت والضالع وشبوة والمهرة، ليصبح ذلك حقيقة في اقل من 4 اشهر من المقاومة وبتضحيات جسام يجب ان ينحني لها كل من في الوطن العربي من اقصاه إلى اقصاه.