أخبار الجنوب

الدكتور باسل البغدادي نور في ظلمات اليأس: قصة إنسانية تُجسّد الرحمة والإنسانية في أبهى صورها

*”الدكتور باسل البغدادي نور في ظلمات اليأس: قصة إنسانية تُجسّد الرحمة والإنسانية في أبهى صورها”*

لحج الغد  كتب/أدهم الصماتي

أنا أكتب هذه الكلمات من قلبٍ مفعم بالامتنان والشكر لله أولاً، ثم للدكتور *باسل البغدادي* الذي كان المنقذ في لحظات حرجة من حياتي. أبني الذي لم يتجاوز العامين بعد، أصيب بحالة طبية طارئة تمثلت في *طرش* و *أسهال*. حينها ذهبت إلى إحدى الصيدليات، أعطاني العامل رزمة مغذية داخلها أبر لا أعلم عن نوعها شيئًا، وبعد أن أعطيتها لأبني، بدأت تظهر على جسده علامات خطيرة، فتغير جسد ولدي إلى اللون الأزرق مع رعشة شديدة.

في ذلك الوقت، كانت الساعة تشير إلى الثانية فجرًا، ولم أكن قد أواجه تجربة مثل هذه من قبل. شعرت بالخوف الهائل، فهرعت إلى المستشفى على أمل أن أجد المساعدة. لكن القدر كان قاسيًا، حيث واجهت حالة طوارئ أخرى هناك بسبب *حادث مروري* كبير، مما جعل جميع الأطباء مشغولين بإسعاف الجرحى. كان هذا الأمر كفيلًا بإثارة مشاعر اليأس داخلي.

لم أستسلم، فأخذت أبحث عن طبيب آخر. وجدت منزل طبيب آخر، لكن ولده وابنته أخبروني أن والدهم لا يعالج أحدًا خارج عيادة الخاصة وقالوا لي بوضوح: “نحن لسنا مسؤولين، عليك أن تأخذ ابنك إلى المستشفى.” كان الرد صادمًا، حيث تساءلت أين هي الرحمة والإنسانية والشعور بالمسؤولية تجاه حياة طفل في حالة خطرة. بينما اخبرني أحد جيران الطبيب انه بهد أن رفض الطبيب وأولاده مساعدتي في أنقاذ طفلي، خرج لاستقبال أحد زملائه.

في خضم تلك المحنة، تذكرت الدكتور *شمسان*، الذي استقبلني في منزله وكتب لي دواءً، ونصحني بضرورة إدخال ابني إلى المستشفى ليكون تحت إشراف طبي جراحي. ومع ذلك، كان المستشفى يعاني من ضغط كبير بالفعل، ولم أكن أرى أي أمل.

ثم تذكرت الدكتور *باسل البغدادي*، الذي اتصلت به، ووصفت له حالة ابني دون تردد. أظهر لي رحمة غير عادية وأخبرني: “تعال إلى بيتي الآن وسأفحص الطفل.” وبالفعل، توجهت إلى منزله في الساعة 3 الفجر، حيث استقبلني بحفاوة كأنه أحد أفراد عائلته، وفحص ابني بكل عناية وحرص.

لم يكتفِ بذلك، بل اتصل بممرضين في أحد المختبرات ليؤكد لهم أهمية استقبالي ومعالجة الحالة على الفور. كان التواصل مستمرًا بينهم وبين الدكتور باسل خلال فترة تواجدي في المختبر، حيث قام الفني بالكشف وتركيب الأدوية اللازمة مباشرة بناءً على توجيهات الدكتور.

استمر الدكتور باسل في متابعة حالة ابني حتى اطمأن تمامًا على صحته، موصياً بأن أستخدم الأدوية التي وصفها. إن الإحساس بالدعم والتعاطف الذي أبداه كان بمثابة شعاع أمل في ظلام اليأس الذي كنت أعيشه.

اليوم، بفضل الله ثم بفضل الدكتور باسل، ابني في حالة أفضل بكثير. أشعر بالامتنان العميق لكل ما قدمه لي ولولدي في تلك الليلة العصيبة، وأقول بملء فمي أن مثل هذا الإنسان نادر. أوجه له شكرًا خاصًا، وأقول: ” أعقمت أرحام النساء أن تلد مثلك.”

كما أود أن أنبه بعض الأطباء لضرورة الالتزام بأخلاقيات المهنة. عليكم أن تتقوا الله وتكونوا عونًا للناس في محنهم، وليس الهروب من واجباتكم. الجشع والطمع لا يجب أن تعمي قلوبكم عن المبادئ الإنسانية.

أختم كلمتي بالشكر لسيدنا الدكتور باسل البغدادي الذي هو بلا شك رمز للإنسانية ورأس الرأفة. مواقفك لن تُنسى، وستظل محفورة في ذاكرة كل من أنقذت حياتهم..

 

Img 20250316 044931