أخبار المحافظات

قصة نجاح كتبتها الأيادي المتكاتفة”للمبادرة المجتمعية في الازارق

لحج الغد /عمار العكيمي

في ظلال الجبال الشامخة، حيث تهمس الرياح بحكايات الصبر، وتنحني الأودية أمام إرادة البشر، كتب أبناء “بلد أهل علي” و”موعد حمادة” فصلاً جديدًا من فصول العزيمة. لم تكن حروفه من حبر، بل من عرق السواعد، ومن قلوب مفعمة بإيمان لا يعرف المستحيل.

هنا، حيث تغيب المنظمات وتتوارى الحكومات خلف سحب الوعود الزائفة، يبرز نور آخر. نور أشعله أبناء الأرض بأناملهم، وبقلوب تعرف أن الخير لا ينتظر، بل يصنع نفسه بنفسه، ابتغاء مرضاة الله.

جاءوا شباباً ورجالاً يحملون في أعينهم بريق الأمل وفي قلوبهم إيماناً بأن العدل يبدأ عندما ينصف الإنسان أخاه. لم يكن لديهم إلا إرادة لا تلين وقلوباً تعرف أن الوطن يُبنى ليس بالكلام، بل بالفعل. رصفوا الطرق الوعرة حجراً حجراً، وكأنهم يكتبون قصيدة حب للأرض التي ربتهم.

في قلب هذا الجهد العظيم، وقف محمد رجب كمشرف وداعٍ، يُلهِم الأهالي والخيرين بقلبه النابض بالإيمان. بكلماته جمع القلوب تحت مظلة واحدة وحوّل الحلم إلى واقع. كان هو الخيط الذهبي الذي نسج من الجهود المتفرقة لوحة تُجسّد معنى التعاون والإنسانية.

هذه المبادرة ليست مجرد رصف طرق، بل هي رصف لقلوبٍ تئن تحت وطأة الظروف. هي درسٌ لكل من يعتقد أن التغيير يحتاج إلى موارد ضخمة، أو إلى يدٍ تمتد من الخارج. التغيير يبدأ من الداخل، من القلب الذي يؤمن، ومن اليد التي تعمل.

هنيئاً لهم هذا الفضل وهنيئاً لهم هذا الشرف. لقد أثبتوا أن الأوطان تُبنى بأيدي أبنائها وأن الخير لا يحتاج إلى وعود، بل إلى إرادة.

فليكن ما فعلوه شعلةً تنير درب كل من يحلم بتغيير وطنه. وليكن نورهم هذا دليلًا على أن الأمل لا يموت، ما دامت هناك قلوبٌ تعرف معنى العطاء وتعمل ابتغاء مرضاة الله.