مقالات

الثورة الجنوبية: نضال الأحرار وتضحيات الأبرار

لحج الغد /كتب/ العميد نبيل المشوشي

 

منذ عقود، والجنوب يقدم قوافل من الشهداء في سبيل الحرية والكرامة، ولم يكن نضاله وليد لحظة عابرة، بل هو امتداد لتاريخ طويل من البطولات والمقاومة ضد الظلم والاستبداد. الثورة الجنوبية لم تكن مجرد رد فعل على التهميش والقهر، بل كانت صرخة حق في وجه الباطل، ورفضًا للهيمنة والاستبداد الذي حاول طمس هوية الجنوب وإرادته الحرة.

 

لقد وقف الأحرار في ساحات الشرف، مدافعين عن أرضهم وحقوقهم، مؤمنين بأن التضحيات هي الثمن الذي يُدفع مقابل الحرية. ارتوت أرض الجنوب بدماء الأبطال الذين سطروا بدمائهم الطاهرة أروع ملاحم الصمود، فلم تثنهم المؤامرات، ولم تُخضعهم القوة الغاشمة، بل زادهم القمع إصرارًا، وزادتهم التضحيات إيمانًا بعدالة قضيتهم.

إن الشهداء الذين قدموا أرواحهم لم يسقطوا عبثًا، بل رسموا بدمائهم طريق العزة والكرامة، وحملوا لواء النضال ليبقى عاليًا في سماء الجنوب، ويكون منارةً للأجيال القادمة. هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لم يترددوا ولم يتراجعوا، بل ساروا على درب التحرير، واضعين الوطن فوق كل اعتبار، عازمين على استعادة الحق المغتصب مهما كان الثمن.

اليوم، ونحن نمضي على خطاهم، نحمل الأمانة الثقيلة التي تركوها لنا، ونعاهدهم بأن تضحياتهم لن تذهب هباءً، وأن النضال مستمر حتى تحقيق الأهداف التي نذروا حياتهم من أجلها. لن نساوم على دمائهم، ولن نقبل أن يُطوى سجل تضحياتهم دون تحقيق ما خرجوا من أجله.

إن الثورة الجنوبية ليست مجرد مرحلة، بل هي عقيدةٌ تجري في عروق الأحرار، وروحٌ تسري في دماء كل جنوبي يؤمن بحقه في الحرية والعيش بكرامة. فليعلم الجميع أن شعب الجنوب لن يستكين، ولن يقبل إلا بتحقيق تطلعاته المشروعة، ولن يفرط في دماء أبنائه التي روت ترابه الطاهر.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والنصر لقضيتنا العادلة، والخزي والعار لكل من خان دماء الشهداء!