الصبيحة تطوي صفحات الثأر وترسم طريق السلام: صلح تاريخي ينهي النزاع بين العلقمة والجبيحة ..
الصبيحة تطوي صفحات الثأر وترسم طريق السلام: صلح تاريخي ينهي النزاع بين العلقمة والجبيحة ..
في حدث تاريخي يحمل معاني التسامح والتلاحم والتصالح، شهدت قبائل الصبيحة اليوم لقاءً حاشدًا ومهيبًا، تم خلاله إشهار عهد وصلح نهائي ينهي الخلاف بين قبيلتي العلقمة والجبيحة، في خطوة تعزز الاستقرار الاجتماعي وتجسد روح الحكمة والإخاء بين أبناء القبائل.
حظي هذا اللقاء بحضور رسمي وقبلي بارز، حيث شارك فيه عدد كبير من القيادات العسكرية والمشايخ والشخصيات الاجتماعية، الذين لعبوا دورًا هامًا في إنجاح جهود الصلح وتقريب وجهات النظر بين الطرفين المتنازعين. ومن أبرز الحاضرين:
🔹 محافظ محافظة لحج: أحمد عبدالله تركي
🔹 قائد الحملة الأمنية: العميد حمدي شكري
🔹 العميد عبدالغني السروري
🔹 العميد محمود صايل
🔹 العقيد مثنى زليط – مدير أمن مديرية المضاربة
🔹 الشيخ جلال الكعلولي
🔹 الشيخ علي الزغير الأغبري
🔹 الشيخ رشاد العطري
🔹 الشيخ حسين العطري
🔹 الشيخ نذير العطوي
🔹 الشيخ عبدالهادي الركيزي
🔹 الدكتور ناصر البوكري
🔹 الشيخ أحمد قاسم السيلي
🔹 عبدالخالق الكعلولي
🔹 الشيخ بدر البصيلي
🔹 عبدالله محمود الصبيحي
🔹 وعدد كبير من المشايخ والوجهاء والأعيان ممن لم يتسع المقام لذكرهم
وقد سادت أجواء اللقاء روح التآخي والتعاون، حيث عبّر الجميع عن سعادتهم وارتياحهم لهذه المصالحة، مشيرين إلى أنها خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إنهاء كافة النزاعات القبلية وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
لم يكن هذا الصلح وليد اللحظة، بل جاء بعد جهود حثيثة ومتواصلة من لجنة معالجة الثأر، والتي عملت دون كلل على تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وإقناع الجميع بأن السلم هو الخيار الأفضل للجميع، وأن حل النزاعات بالتصالح هو السبيل الأنجع لحماية مستقبل الأجيال القادمة.
وقد أكد الحاضرون أن الصلح ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو عهد يُقطع، يتطلب من الجميع الالتزام به لضمان عدم تجدد النزاع، والسير نحو مستقبل يسوده التآخي والوحدة.
حيث ألقى محافظ محافظة لحج، أحمد عبدالله تركي، كلمة أشاد فيها بدور لجنة معالجة الثأر والمشايخ والوجهاء في تحقيق هذا الإنجاز، مشيرًا إلى أن قبائل الصبيحة لطالما كانت مثالًا للكرم والشجاعة والحكمة، وأن هذا الصلح يعكس وعي أبناء القبائل ورغبتهم في إنهاء الخلافات وتعزيز الاستقرار.
كما أكد المحافظ أن القيادة المحلية والأمنية تدعم كافة الجهود الرامية إلى حل النزاعات بالطرق السلمية، داعيًا جميع القبائل إلى الاقتداء بهذا النموذج المشرق، والعمل يدًا بيد نحو مستقبل أكثر أمانًا ووحدة.
من جهته، أكد العميد حمدي شكري أن “الصبيحة اليوم ليست كالأمس”، مشيرًا إلى أن المنطقة تشهد تحولًا كبيرًا في الوعي المجتمعي، حيث بات الجميع يدرك أن الحلول السلمية أكثر نفعًا وأقل كلفة من النزاعات.
وأضاف أن مثل هذه المصالحات تعزز مكانة القبائل وتجعلها أكثر قوة وتماسكًا، مؤكدًا أن الأمن والاستقرار لا يتحققان إلا بالتكاتف والتعاون بين الجميع.
أمام الحشد الكبير، قام الشيخ عبدالغني السروري بقراءة نص العهد والصلح، والذي تضمن الاتفاق النهائي بين الطرفين، وتعهد الجميع باحترام بنود الصلح وعدم العودة إلى النزاع، مع التأكيد على أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في العلاقات القبلية.
وفي تصريح هام، أشار الشيخ عبدالغني السروري إلى أن الأيام القادمة ستشهد الإعلان عن صلح آخر بين قبائل أخرى، مؤكداً أن اللجنة لن تتوقف حتى يتم إغلاق كافة ملفات الثأر في المنطقة، لتصبح الصبيحة نموذجًا يُحتذى به في التسامح والتعايش.
إن ما حدث اليوم ليس مجرد اتفاق بين قبيلتين، بل هو رسالة قوية لكل القبائل، مفادها أن الصلح قوة، والتسامح هو السبيل الحقيقي للعزة والكرامة.
لقد كانت النزاعات القبلية في الماضي سببًا في إضعاف المجتمعات وتشتيت الطاقات، لكن اليوم، تُثبت قبائل الصبيحة أن وعيها تجاوز الماضي، وأنها باتت قادرة على توجيه قوتها نحو البناء والتقدم بدلاً من الصراعات.
مع نهاية اللقاء، ساد شعور بالارتياح والفرح بين الحضور، حيث تبادل الجميع التحايا والتهاني بهذا الحدث التاريخي، الذي يمثل بداية عهد جديد من السلام والوحدة بين أبناء القبائل.
🔹 إن المصالحة ليست نهاية الطريق، بل هي البداية لمستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.
🔹 وهكذا تُصنع السلامات، وهكذا تُبنى الأوطان! 🔹