عربي ودولي

ألف يوم على حرب أوكرانيا.. هل يغير القرار الأمريكي «قواعد اللعبة»؟

مع مرور 1000 يوم على بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، جاء الأمر الأمريكي، الذي أصدره الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، ليشعل المواجهة من جديد وقد يغير قواعد.

 

ويسمح الأمر الأمريكي، لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لضرب «أهداف عسكرية في العمق الروسي»، وهو ما اعتبرته أوكرانيا «يغير قواعد اللعبة»، فيما رأته روسيا يمهد لـ«حرب عالمية ثالثة».

 

القرار حظي بترحيب بعض حلفاء أمريكا، على رأسهم فرنسا، التي اعتبرته «خطوة في الاتجاه الصحيح».

 

وجاء قبل شهرين من مغادرة بايدن منصبه ليحل محله الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي يُنظر إليه على أنه أقل ميلاً لمساعدة كييف.

 

«تغيير قواعد اللعبة»

 

وحول القرار، قال وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيغا، إن «قرار الرئيس بايدن بالسماح لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بالصواريخ بعيدة المدى التي قدمتها الولايات المتحدة يمكن أن يكون دفعة حاسمة لكييف».

 

وأضاف في تصريحات صحفية، استبقت اجتماعا لمجلس الأمن الدولي، بمناسبة مرور ألف يوم على الحرب: “قد يكون ذلك بمثابة تغيير في قواعد اللعبة”.

 

وتابع وزير الخارجية الأوكراني: “كلما طال أمد هجوم أوكرانيا كلما قصرت مدة الحرب”.

 

وأضاف أن “كييف لديها الحق الكامل في ضرب أهداف عسكرية على أراضي روسيا”.

 

وأضاف سيبيغا أن “ذلك قد يكون له تأثير إيجابي للغاية على الوضع في ساحة المعركة”.

 

أمريكا: مستمرون في الدعم

 

وأكدت السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد، دون أن تذكر قضية الصواريخ بعيدة المدى، على استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

 

وقالت إن “الولايات المتحدة ستواصل زيادة المساعدات الأمنية لأوكرانيا، بما في ذلك المدفعية والدفاع الجوي والمركبات المدرعة وغيرها من القدرات والذخائر اللازمة».

 

وتابعت خلال جلسة مجلس الأمن: «سوف نعلن عن مساعدات أمنية إضافية لأوكرانيا في الأيام المقبلة».

 

إشادة وترحيب فرنسي

 

من جانبه، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالقرار، مؤكدا أن «إدارة الرئيس بايدن اتخذت قرارا جيدا بالسماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية الصنع لضرب داخل روسيا».

 

وأضاف، على هامش قمة زعماء مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، أن “دعوة إدارة بايدن جاءت بسبب تدخل جنود من كوريا الشمالية في أوكرانيا”، بحسب قوله.

 

وتابع ماكرون: هذا التغيير في موقف واشنطن “مناسب تماما”، فيما وصف قرار روسيا في هذا الشأن بأنه “تصعيدي”.

 

وأبدى في الوقت ذاته أسفه لأنّ ما تضمّنه البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين بشأن الحرب الدائرة في أوكرانيا أتى دون توقعاته وكان يمكن أن يكون “أكثر وضوحا”.

 

بريطانيا: نقف بجانب كييف

 

أما بريطانيا، فقد أكدت على لسان وزير خارجيتها ديفيد لامي على دعمها لأوكرانيا.

 

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي “إن الكرملين يريد أن يغرق أوكرانيا في الظلام. ولكن يتعين علينا أن نقف إلى جانبها من أجل نور حريتها”.

 

وتابع لامي: «بعد مرور ألف يوم، لا نزال نقف إلى جانب أوكرانيا”.

 

طلب أممي

 

وخلال جلسة مجلس الأمن، وتعليقا على الضوء الأخضر الأمريكي، طالبت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو “جميع الأطراف بضمان سلامة وحماية المدنيين، بغض النظر عن موقعهم”.

 

وحول الذكرى، قالت ديكارلو، متحدثة نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن “الموت والدمار واليأس لايزال مستمرا على نطاق واسع وبلا هوادة بالنسبة لملايين الأوكرانيين”.

 

ونددت بارتفاع عدد الضحايا المدنيين والهجوم الروسي على أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، والذي استخدم فيه 120 صاروخا و90 طائرة دون طيار، مما تسبب في أضرار جسيمة لشبكة الكهرباء في أوكرانيا.

 

وحذرت من أن “التدمير المستهدف للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا قد يجعل الشتاء المقبل هو الأقسى منذ بداية الحرب”.

 

تحذير روسي

 

من جانبها، اعتبرت روسيا أن سماح بايدن لكييف باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية “يصب الزيت على النار” في النزاع في أوكرانيا.

 

وفي تحذير شديد اللهجة، اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الإثنين، أن ذلك يؤدي إلى “إثارة مزيد من التوترات”، بحسب “فرانس برس”.

 

وحذر بيسكوف من أن هذا الإذن، في حال أكدته واشنطن رسميا، سيؤدي إلى “وضع جديد تماما فيما يتعلق بضلوع الولايات المتحدة في هذا النزاع”.

 

آثار القرار

 

وسيمكن القرار أوكرانيا، بإذن من الولايات المتحدة من استخدام هذه الصواريخ لضرب أهداف في عمق روسيا.

 

وستكون على الأرجح في أنحاء منطقة كورسك الروسية التي لا تزال قوات كييف تسيطر على مساحات شاسعة من أراضيها وذكرت تقارير أن القوات الكورية الشمالية تتركز هناك.

 

وفي أغسطس/آب الماضي، قال محللون في معهد دراسة الحرب ومقره واشنطن، إن مئات الأهداف العسكرية الروسية المعروفة تقع في نطاق صواريخ “أتاكمز”.