مقالات

الحياة المؤقتة وهون العيش..

لحج الغد – فهد العكمة

نرضخ لحياة كل تفاصيلها مزمنة ، اساسياتها مؤقتة ، سبل عيشها محدودة التوقيت . لا نؤمن بحقيقة أبدية الاشياء ، لكن ندرك أحقية الوعي ألا تُهان ، في زمن تتراقص فيه السنابل الفارغات وتنحني الملأى خجلا ا ، فلا كرامة لفكرة حياة طيبة غير جماد البؤس والحرمان الذي أُجبرنا على التكيُف فيه واصبحنا أقدر بالتعايش معه واسكن لتقبل الضربات القاسية والمفتعلة وكأننا خشوب مسندة لا نقدر على الحركة غير حركة الرياح التي تتحكم فينا اينما اتجهت ….

فالحكومة مؤقتة و العاصمة مؤقتة وحركة السير و مقرات الدوائر مؤقتة ،وتربية الاطفال ومناهج التعليم مؤقتة و العملة واسعار البضائع والخدمات و غير ذلك جميعها محدودة التوقيت …. فطابع الزهد في الحياة الرخص لم يرض ِ الزاهدين أنفسهم؛ فالعبث والعشوائية وما يترتب عليها من متناقضات الحياة ينكرها التزهد والتدين ….

فهون العيش لازم الرسوخ و طغى على القناعات أنها لا تملك اي أحقية البحث عن الأهمية المرجوة والغاية السمية ، مما أعطى التمدد والتوسع للحياة المؤقتة حتى سلَمت الأفكار أفكارها من عدم البحث ليديمومية الاشياء والاستحالة للوصل إلى خصوبة حال اجمل من الحال المعاش لا نقصد بالديمومية (الخلود) لكن العيش الكريم كبقية الشعوب ، بل لم تخطر على أفكارنا فرضية استمرارية الحياة الحقة وفق القواعد الربانية المنافية لمحدودية العيش ….
الخميس 14 يوليو 2022..