رشاد العليمي يكربجها كرباج
لحج الغد – د. سعيد الجريري
تابعت حديث الرئيس النازح في اللقاء الخاص الذي أجراه معه تليفزيون حضرموت بإدارة المذيعين الشابين أيمن باحميد وعيدروس الخليفي. للأمانة كان متحدثاً جيداً، لكنه كان ما أن يزوغ من كرباج سؤال، فيظن أنه قد نجا، حتى يكربجه سؤال آخر أكثر حدة وشفافية.
خطر في بالي وهو يتحدث سؤال: لماذا لا يدخر سعادته مهاراته وخبراته لإدارة شؤون بيته السياسي الذي في قبضة الحوثي، ويدع محافظاتنا المحررة ليديرها من هم أجدر بها منه؟
سعادته عائش دور الزعيم الذي انتقل، كما قال، من دولة الوحدة إلى الدولة الاتحادية، متناسياً أنه حتى اللحظة ما زال رئيساً بدرجة نازح، أو نازحاً بدرجة رئيس، أو على أقل تقدير رئيس غير مرغوب، وشرعيته مصطنعة!
وبالتعريج على بيان الحلف وإعلان الجامع وكونه غير مرحّب به ولا بزيارته، يلفت النظر في صياغة أول بنود البيان ابتداؤه بشبه جملة ذات دلالة أمرية تموضع الحلف وحضرموت موضعاً أعلى من المخاطب، تأسيساً على أن لا كلمة سياسية تعلو على كلمة حضرموت، وإن تكن في نظر المخاطب مجرد محافظة في حوزة شرعيته:
(على رئيس مجلس القيادة الرئاسي الاعتراف …).
هذه الصياغة ذات دلالة على تحرر الذات الحضرمية من مخافة مزمنة كانت تسم الخطابات السابقة بالترجي والاستجداء والتوسل، لعل وعسى أن يتكرم سعادة المخاطب، أياً كان، فيوجه لحضرموت بما تجود به نفسه لها، مع أنها هي مالكة الحق، لا هو ، وهي أحق بأن تجود له بما ترى، لا العكس.
عبارة (على رئيس … الاعتراف …)، غير مسبوقة في لغة بيانات التودد والمخاطبة المؤدبة المهذبة أو – إن شئت فقل – المستجدية. وهي عبارة ليس فيها أي تجاوز على اللياقة أو البروتوكول، لأن من يمرر برئاسته صفقات نهب ثروات حضرموت ليس جديراً بمخاطبة الرؤساء، ما دام خلفه آلاف الفسَدة ممن يعتاشون على موارد حضرموت، في حين تعيش حضرموت في أسوأ مراحلها، ويموت فيها أناس من الجوع والقهر والمرض، فضلاً عن تسديد فواتير الاستسلام من ثرواتها، واستلاب قرارها.
غداً الخميس …
هل يفضي اللقاء الذي دعت إليه السلطة المحلية إلى اصطفاف مع انتزاع الحقوق وفق ما أعلنه بيان الحلف، ضداً على أحابيل شرعية الرئيس النازح؟
أم هل سيُستخدم لإذكاء التباينات وكسب الوقت لتمرير ما تُدَبّره “العصابة العميقة” عبر شبكة مصالح طفيلية؟
سنرى …