سخط تربوي عن بدء موسم دراسي جديد و مشاكل قديمة ..
وجدي طلحة
وسط ظروف معيشية صعبة يكابدها مُعلمو المناطق المحررة أصدرت وزارة التربية والتعليم التقويم المدرسي للعام الدراسي 2024 /2025، دون أي فأل لبوادر حلول لمشاكلهم العالقة سواء على مستوى حياتهم المعيشية أو حتى المهنية التي أعلنت الوزارة انطلاقها في الثامن عشر من يوليو المقبل .
في ظل غياب تام لجوهر العملية من الكتاب مدرسي و الوسائل التعليمية والبرامج التطويرية والأنشطة الفاعلة لإنعاش العلمية التعليمية ومحاربة العديد من الظواهر السلبية ، إلى جانب عدم معالجة سريان نظام التقاعد وتوقف التوظيف وإحلال البدائل وغياب الكادر المتخصص .
ناهيك عن راتب المعلم المتدني الذي لا زال يعاني الأمرّين أمام أعاصير إرتفاع سعر العملة الأجنبية مع حبس مستحقاته المالية منذ عام 2005 ، غير إطلاق زهد العلاوات بطريقة احترافية احتيالية متجاوزة كل اللوائح المالية لإسكات الألسن والتي لم تصل قيمتها التراكمية إلى 100 ريال سعودي.
في حين فسر الكثير من التربويين ان التباكي على التعليم واطلاق الشعارات الرنانة أنما يراد بها ضياع مستقبل الأجيال والسّوق بهم إلى نفيات التجهيل مع دوام الاصرار والتعنت باستمرارية التعليم والسير به جانب الجدران التقليدية في كل سنة دراسية جديدة .
فما هو الطارئ الجديد الذي يمكن أن يبرزه هذا العام الدراسي ؟ غير أجواء سيئة اسوء من السنوات الماضية في ضوء العديد من الملفات لم تجد طريقها إلى الحل .
أن التسابق و الإفصاح عن موعد الدراسة لم يراعي حالة المعلم قط أو حتى سلط بصيص ضوء على التحديات التي تواجه الاسر الفقيرة وهي تتنقل من تكاليف مناسبة إلى تكاليف مناسبة أخرى ، وبالتالي فإن هذا التوقيت الزمني ناسب زاوية المصالح الخاصة، بالأمس القريب أُعلن عن تدشين المخيمات الصيفية بالاتفاق والتعاون مع وزارة الشباب والرياضة حول إقامة المخيمات الصيفية بميزانية خيالية تقدر 2 مليار ريال ، لو انها حولت لصالح تغطية عجز الكتاب المدرسي لكانت أجدر من هدر كهذه أموال من صندوق النڜء على غير النشء التعليمي السليم .
ومن هذا الجانب…! يُبرز حجم الأزمة التي تتخبط فيها المنظومة التعليمية. فبدلا من الانكباب الجدي من طرف الوزارة على حل مشاكل التعليم تقوم الوزارة بهذه الإجراءات المتسرعة في حين علمها أنها لن تؤتي أكلها في ظل المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم .
كل ما نتمناه أن تسارع وزارة التربية والتعليم بحمل ملف التعليم إلى مجلس الوزراء وحل هذه المشاكل وغيرها لكي يكون الموسم الدراسي القادم بعيدا عن شبح الإضرابات و الاحتجاجات التي أضرت بشكل كبير بالمنظومة التربوية.