طاقة الإمارات المتجددة تتدفق في كهرباء عدن.. لتعزيز الاستدامة وخدمة شعب الجنوب
لحج – تقرير: مريم بارحمة
في خطوة تاريخية تعكس مدى عمق العلاقات الأخوية والتعاون المثمر بين دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وشعب الجنوب، بدأت محطة الطاقة الشمسية بالعاصمة عدن الخدمة يوم السبت 13 يوليو 2024م. هذه المبادرة الإماراتية الرائدة تأتي في وقت يعاني فيه سكان العاصمة عدن والجنوب من تحديات كبيرة في مجال الطاقة، مما يبرز أهمية هذا المشروع في تعزيز البنية التحتية للطاقة وتخفيف معاناة المواطنين في العاصمة عدن. ويهدف المشروع إلى توفير طاقة مستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود. وهذه المحطة جاءت بمتابعة وجهود حثيثة بذلها الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأكد الرئيس القائد إن هذا المشروع الرائد يمثل خطوة هامة نحو تعزيز الاستدامة البيئية وتحسين البنية التحتية لمنظومة الطاقة في العاصمة عدن، ويأمل الرئيس الزُبيدي أن تكون هذه المحطة بداية لمزيد من المشاريع الطموحة التي تسهم في بناء مستقبل مشرق ومزدهر لجنوبنا الحبيب.
وعبر فخامة الرئيس الزُبيدي عن خالص الشكر وعظيم الامتنان لأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، على دعمه الكبير والمستمر، ومواقفه الأخوية الصادقة التي ستظل خالدة في وجدان شعبنا جيلا بعد جيل.
كما نثمن الرئيس عيدروس الجهود المباركة التي أسهمت في استكمال إنجاز المشروع، الذي سيكون له أثر إيجابي ملموس على حياة أهلنا في العاصمة عدن.
-انطلاق وبدء التشغيل
ودشن العمل رسميا في محطة الطاقة الشمسية عدن بكامل طاقتها الإنتاجية البالغة 120 ميجاوات يوم الاثنين 15 يوليو 2024م، مما أسهم في تحسن كبير في منظومة الكهرباء بالعاصمة عدن.
وأكد مصدر في مؤسسة الكهرباء بالعاصمة عدن أن المحطة تمكنت من تغذية الشبكة الموحدة بقدرة 120 ميجاوات، ما أسهم إيجابياً في تحسين واستقرار التيار الكهربائي، ليشكل ذلك إنجازاً حيوياً في مسار الطاقة المتجددة بالعاصمة عدن.
والمحطة مجهزة بأحدث التقنيات في مجال الطاقة الشمسية، تشمل المحطة أنظمة تخزين ذكية للطاقة لضمان استمرارية الإمداد الكهربائي، حتى في حالة تقلب الظروف الجوية. ويمثل هذا المشروع أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في الجنوب، ويعد نموذجاً يحتذى به في استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحقيق التنمية المستدامة.
-موقع المحطة وتقنياتها
تقع محطة الطاقة الشمسة في منطقة بئر أحمد بالعاصمة عدن، وتمتد على مساحة مليون و600 ألف متر مربع. تضم المحطة 211,584 لوح شمسي وأكثر من 900 كيلومتر من الكابلات الكهربائية، إلى جانب 43 ألف حفرة وهيكل معدني و12 محطة تحويل فرعية و9 كيلومترات من خطوط الضغط العالي ومحطة تحويل رئيسية. استخدمت في المحطة أحدث التقنيات في مجال الطاقة الشمسية، بما في ذلك أنظمة تخزين الطاقة الذكية التي تضمن استمرارية الإمداد الكهربائي حتى في حالات الطوارئ.
-نقطة تحول مهمة
استقبل سكان عدن مشروع محطة الطاقة الشمسية بترحيب واسع، معبرين عن شكرهم وتقديرهم على هذا المشروع ولكل الجهود والمساعدات التي تقدمها دولة الإمارات من أجل تحسين حياتهم. ويأمل المواطنون أن يسهم المشروع في تقليل كُلفة توليد الكهرباء البالغة 100 مليون دولار شهرياً في العاصمة عدن وحدها، إلى جانب تحقيق قصة نجاح يمكن البناء عليها وإقامة مشاريع مشابهة في محافظات الجنوب.
وأكد، الأستاذ سالم ثابت العولقي، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، أن محطة الطاقة الشمسية في العاصمة عدن والمقدمة هدية من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة أحد أبرز المشاريع الخدمية المنجزة منذ سنوات طويلة، كما انها أول وأكبر مشروع للطاقة النظيفة والمتجددة في جنوبنا وستساهم في توفير عشرات ملايين الدولارات سنويا كان يتم انفاقها على محطات الديزل.
وعبر العديد من المسؤولين بالمجلس الانتقالي الجنوبي والسلطة المحلية بالعاصمة عدن عن امتنانهم لدولة الإمارات على هذا الدعم السخي، والذي يعكس حرص الإمارات على مساندة العاصمة عدن في هذه الأوقات الصعبة.
وأشادت العديد من المنظمات الدولية المعنية بالطاقة المتجددة بالمشروع، معتبرة إياه نموذجاً يحتذى به في تعزيز التعاون الدولي لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الطاقة المتجددة.
-تقليص العجز
أسهم تشغيل المحطة في تقليص نسبة العجز الكهربائي، وتعزيز القدرة التوليدية للطاقة في عدن. لأول مرة خلال هذا الصيف، انخفضت ساعات الانطفاء مع زيادة ساعات التشغيل خلال فترة النهار، مما يعد تحولاً ملموساً في توفير الكهرباء للسكان. هذا الإنجاز يعد بمثابة إنقاذ حقيقي لسكان العاصمة عدن، الذين يعانون من ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهرباء المتكرر.
-الأثر الاقتصادي والاجتماعي
ساعدت محطة الطاقة الشمسية في خلق فرص عمل جديدة من خلال مراحل البناء والتشغيل، مما دعم الاقتصاد المحلي. كما أدت زيادة ساعات تشغيل الكهرباء إلى تخفيض تكاليف تشغيل الكهرباء في المنازل والمنشأة بالمولدات المنزلية عند الانطفاء واستخدام البترول أو الديزل ، إضافة إلى أن الكهرباء المستقرة تعزز من كفاءة الخدمات الحيوية مثل الصحة والتعليم، وهذا بدوره يرفع من جودة الحياة في عدن ويخفف من معاناة المرضى وكبار السن والأطفال.
-الفوائد البيئية والصحية
تعزز محطة الطاقة الشمسية في العاصمة عدن من الجهود الرامية إلى تقليل انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء، مما يسهم في تحسين الصحة العامة للسكان، ويقلل الاعتماد على الوقود الملوث للبيئة؛ مما يدعم البيئة ويساهم في التكيف مع التغيرات المناخية. كما يساعد التحول إلى الطاقة النظيفة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
-تعزيز التعاون الاقليمي والدولي
يمثل تدشين محطة الطاقة الشمسية نقطة تحول مهمة في مسار التنمية المستدامة في الجنوب. ويعكس هذا المشروع التزام دولة الإمارات بدعم شعب الجنوب، والمساهمة في بناء مستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً للمنطقة. ويعد هذا المشروع مثالاً حياً على الجهود المبذولة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي من أجل تنمية مستدامة التنمية.
-الشراكة الإماراتية مع الجنوب
يمثل هذا المشروع رمزاً للشراكة القوية بين الإمارات وشعب الجنوب، حيث دعمت الإمارات هذا المشروع ماليًا وتقنيًا، ضمن سلسلة من المشاريع التنموية التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار والرفاه في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب. ويعكس هذا المشروع التزام دولة الإمارات الشقيقة بمساعدة الجنوب، مما يجسد الروابط الأخوية الصادقة بين الشعبين الشقيقين.
-رؤية مستقبلية
بالنظر إلى المستقبل، يمكن أن تكون محطة الطاقة الشمسية في العاصمة عدن بمثابة نموذج يحتذى به لمشاريع الطاقة المتجددة الأخرى في المنطقة. مع تزايد الحاجة إلى حلول طاقة مستدامة، ومن الممكن أن تستفيد محافظات الجنوب والدول المجاورة من تجربة العاصمة عدن؛ مما يسهم في تحقيق رؤية مستقبلية للطاقة النظيفة في الشرق الأوسط. من خلال الدعم المستمر والمشاريع الطموحة، ويمكن للعاصمة عدن ومحافظات الجنوب أن تتقدم نحو مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً.
ومن الضروري استمرار مثل هذه المبادرات التنموية في مختلف محافظات الجنوب لتعم الفائدة على نطاق أوسع. ويجب تعزيز التعاون مع دول أخرى ومنظمات دولية لدعم مشاريع البنية التحتية والطاقة المستدامة، مما يسهم في إعادة إعمار الجنوب وتحقيق التنمية الشاملة. بالإضافة إلى ذلك، يجب التركيز على تدريب الكوادر المحلية في مجال الطاقة المتجددة لضمان استدامة هذه المشاريع وتحقيق أقصى فائدة منها.
-صدق الروابط الأخوية
تعكس محطة الطاقة الشمسية في العاصمة عدن الالتزام الإماراتي بدعم الاستقرار والتنمية في الجنوب، من خلال توفير طاقة نظيفة ومستدامة، يسهم هذا المشروع في تحسين جودة الحياة للسكان، ودعم الاقتصاد المحلي، والحفاظ على البيئة. ويمثل المشروع نموذجاً يحتذى به للتعاون الدولي من أجل تحقيق التنمية المستدامة، ويفتح آفاقاً جديدة لمزيد من المشاريع الطموحة في مجال الطاقة المتجددة في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب والمنطقة ككل.