الجنوب بين مفاوضات مسقط والأمر الواقع على الأرض
لحج الغد – سيلان حنش
الجميع يتابع مايجري في الكواليس من مفاوضات بين الشرعية ومليشيات الحوثي في العاصمة العمانية مسقط حول العديد من القضايا وأهمها الملف الإنساني الذي يخص الأسرى وفتح الطرقات ودفع الرواتب والذي تعد هذه الملفات الركيزة الأساسية للبناء عليها في حسن النوايا وجسور الثقة للذهاب إلى مفاوضات السلام الشاملة ستجمع الأطراف المتصارعة في اليمن بشكل كامل ومن ضمنها مناقشة القضية الجنوبية التي لن يستطيع أي قوة أن تتجاوزها هذا أمر مسلم به .
*- مايجري في مفاوضات عمان هي حسب المعلومات المتوفرة أنها تناقش قضايا إنسانية بحتة والوفود المشاركة هي تقتصر على الفريق الخاص بملف الأسرى ويتم محاولة النجاح فيه والعمل على إغلاقه بشكل كامل بمجرد إطلاق سراح بقية الأسرى من كل الأطراف حتى يتسنى للجميع الجلوس أو الذهاب الى طاولة مفاوضات شاملة سياسية ويتمحور التفاوض فيها على شكل الدولة القادمة .
*- الجنوب لديه رؤية شاملة لإدارة المرحلة القادمة وكيفية شكل الدولة وسوف تقدم في أي مفاوضات قادمة وسيكون الجنوب عنصر أساسي فيها لان أي مفاوضات قادمة تتجاوز الحق الجنوبي مصيرها الفشل ولن تكون إلا امتداد للفشل مثلها مثل أي جولات سابقة ماتت في مهدها .
*- القضية الجنوبية قضية سياسية عنوانها استعادة الدولة الجنوبية على كامل ترابها الجنوبي من قبل عام 1990م وتحقيق فك الارتباط والعمل على تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في استعادة دولته التي ضحى آلاف الشهداء والجرحى ودفع فاتورة باهضة من الدماء لاستعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن وستكون هذه العناوين العريضة التي سيتم ذهاب المجلس الانتقالي الجنوبي لاي مفاوضات شاملة ولن يتم التهاون أو التفريط في أي من مكتسبات شعبنا الجنوبي مهما كانت هناك من مؤامرات أو عراقيل وعلى شعبنا الجنوبي أن يثق بقيادته السياسية ممثلة بالاخ الرئيس القائد عيدروس الزبيدي .
*- مهما صار اي نقاش في مفاوضات مسقط غير القضايا الإنسانية فهي لا تقدم ولا تأخر الحق الجنوبي ويعلم الجميع أن الجنوبيين يتابعوا عن كثب ما تتمخض عنه هذه المفاوضات وان كانت إنسانية مثل ما تتوفر المعلومات فليس هناك مانع من مناقشة أي جوانب إنسانية للتخفيف من معاناة الناس كان في الشمال أو الجنوب بإشراف إقليمي وأممي وإما أن كانت هناك بنود سياسية أو اقتصادية تحت الطاولة بين الشرعية والحوثيين فإن الجنوبيين غير ملزمين بها لا من بعيد ولا من قريب لكونهم قدد حسموا مصيرهم بفرض أمر واقع في أرضهم منذو تحريرها ولا يمكن يقبلوا باي مفاوضات تنتقص من حقهم المشروع في استعادة دولتهم المستقلة وستكون هذه المفاوضات بين الشرعية والحوثي هي امتداد لبيع الوهم وإطالة الصراع لسنوات أخرى والعمل على استثمار سنوات أخرى من الحرب على حساب معاناة الناس .
*- دور دول التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في إدارة ملفات التفاوض يحظى باحترام كبير من قبل الجنوبيين وعلاقتنا بهم علاقة استراتيجية تقوم على الهدف والمصير المشترك في حماية الأمن القومي العربي ولا ننكر دورهما في تقديم كافة أوجه الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي والجميع يدرك ذلك وهذا الدعم محل تقدير وعرفان من قبل الشعب الجنوبي وقيادته ولايمكن أن تتزعزع العلاقة مهما حاولت الأطراف الأخرى أن تزرع في طريقها الكثير من المغالطات الإعلامية حول مايجري في مفاوضات مسقط وذلك لزرع شرخ بين شعب الجنوب ودول التحالف العربي وتوجيه الرأي العام إلى مزيد من الإحباط والعمل من خلال هذه نشر المغالطات في الإعلام على مزيدا” من الضغط على القيادة الجنوبية لدفعها لاتخاذ إجراءات أحادية الهدف منها إفساد اي علاقة استراتيجية بينها وبين دول التحالف وهذا الأمر مدركة له تماما القيادة الجنوبية ومتفهمة لما يدور من مثل هذه الصحف الصفراء والمواقع والقنوات الإخبارية المعادية للقضية الجنوبية .
*- رسالتنا للأخوة الإعلاميين الجنوبيين بأن لا تنجروا وراء معلومات مغلوطة حول مايجري في مفاوضات مسقط وان تعملوا على رفع مستوى الوعي للشعب الجنوبي بعيدا عن الوقوع في شباك ما يريده أعداء القضية الجنوبية من الدخول في مهاجمة أي طرف من دول التحالف العربي نتيجة العاطفة أو الحرص على الجنوب وقضيته وهذا الحرص محل تقدير الجميع لكن يجب أن يكون وفق معطيات واضحة لا يبنى على معلومات تضليل من قبل قوى مناهضة تهدف إلى زرع إسفين بين الجنوب ودول التحالف العربي وجعله في زاوية وتحجيم دوره وعلى الاعلامين الجنوبيين أن يعملوا على دعم القيادة السياسية الجنوبية في كل الخطوات التي تهدف إلى تحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي في نيل حريته واستقلاله لكون القيادة تدرك وتقرا مستجدات الأحداث بعين السياسي البعيد النظر وليس بعين العاطفي السطحي لما يجري من أحداث ومستجدات .
# سيلان حنش
الثلاثاء . 2. يوليو . 2024م