لايوجد لدينا وقت للتفكير
لحج الغد – بقلم /أ. عنتر صالح
“”””””””””””””””””””””””
يعتبر التفكير إحدى المجالات الهامه في علم النفس ويتناول التفكير النشاط العقلي الذي يقوم به الفرد من أجل الحصول على حلول دائمة أو مؤقتة لمشكلة ما أو إيجاد مخرج من مأزق ما أو وضع خطة لأمر ما.
ويحتوي التفكير على عدد من العمليات العقلية في فهم الأفكار واستيعابها والتأمل فيها والنقاش السياسي واتخاذ القرارات والقراءة والكتابة والتذكير والتجريد والتمييز والتعميم والتعليل والاستنتاج .
فالعقل هو ملكة إنسانية مشتركه ،وطاقة كونيه واحدة أشبه بتيار كهربائي متدفق، ينعكس في بعض الحالات على الأحاسيس والتصورات والعواطف والذاكرة والتفكير والرغبات والدوافع والخيارات واللاوعي بالاضافه الى التعبير عن السمات الخاصه بالشخصية فالتفكير هو حصن منيع يحميك من الاستغلال وإهدار الحياه ،فالفرد المفكر هو لبنةاساس بناء المجتمع المتحضر الراقي
وكل امه من الأمم نجحت في استعمال آلة العقل والفكر بطريقة انجح طارت في سماء التقدم بطريقة انجح .
قد نجد دوله اوشعب من الشعوب تعرض للاحتلال والنهب لخيراته لكن ربما بايجي يوماً من الأيام بايعيد الشعب قوته وعنفوانه وتعود الأرض لأصحابها من جديد ،لكن أما أن تجد عقولا محتلة وافكارا مختلة فهذه هي المشكلة الكبرى الذي يدمر المجتمعات ويجعلها في اسفل السافلين.
أن “جعل الشعب، منشغلا، منشغلا، منشغلا ، دون أن يكون له أي وقت للتفكير وحتى يعود للضيعة مع بقية الحيوانات “… هذه الجملة الشهيرة للمفكر الأمريكي الصهيوني نعوم تشومسكي وردت في كتابه ” أسلحة صامتة لحروب هادئة ” وهذه المقوله هي إحدى أدوات السيطرة المتنوعه على الشعوب كي لا تفكر وتبدع وتخرج من ضيق الصناديق التي فرضها الحاكم وأعوانه على عقول الجماهير وأفكارهم
اننا في ارضنا الجنوبية لازالت عقولنا معطله ومعطوبه بافة العجز على ممارسة وظائفنا البيولوجية والفسيولوجية من خلال الحصار المفروض عليه من الذين يتحكمون في تأهيله السوسيواقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي لهذا فقد أصبحوا داخل نظام تم برمجتهم عليه والمسؤولية تقع على عاتق الجميع لايقاظهم من هذا السبات المسكون والمهووس بهذه الاوضاع من انعدام الخدمات وارتفاع سعر الصرف و انشغالهم بالحياة اليومية الأوضاع المعيشية والفقر والمعاناة والحروب والصراعات المسلحة المختلفه المادية والمعنوية والهوس في وسائل الاتصالات المختلفه أسلحة استهدفت الدين والعقل والثقافة قبل استهداف الأجساد والابدان عصر الفوضى الدينية والسياسية والعبث الفكري بعواطفنا في غياب الوعي بخطورة التحديات التي تواجهنا وعدم مقدرة النخب الحاكمة على خلق وعي جديد يواجه المشكلات المختلفة.
فهل فكرنا يوما من الايام اننا نملك وطن كبير يعادل مساحة ثالث دول في العالم من حيث التطور الاقتصادي مساحة الالمانيتين وسكان عدده سته مليون نسمه ونصدر بالعام من النفط سته مليار دولار ولو قسمنا هذه الملبغ على عدد السكان لايوجد.فقير ولا سارق ولاسجين ولا متسول ولا قاعدة ولا ارهاب ولا داعش ولاعصابات للمخدرات والتهريب و الأراضي .
طيب معنا مصافي حقنا ومعنا آبار نفط في ارضنا بشبوة وحضرموت طيب من يمنعنا من أن نشغل المصافي حقنا ونشغل الكهرباء من الديزل حقنا دون أن نستورد من الخارج اذن ماهو السر في ذلك ؟
طيب مأرب شغاله المصافي والبترول الخام يجي من محافظة شبوة باليوم 500قاطرة والباقي يجي إليهم بواسطة بيبات ممتدة تحت الارض ممتدة من مديرية عسيلان إلى محافظة مأرب ونحن هنا في عدن يمنعونا من تشغيل الكهرباء وتشغيل مصافي عدن اذن ماهو السر من ذلك ؟
شركات نفطية في حضرموت وشبوة تنهب النفط من عام 94الى هذه اللحظه لايوجد عنها أي بيانات من قبل الحكومه ولا حتى المجلس الانتقالي لمن هذه الشركات ولمن تتبع وكم تصدر باليوم والشهر والسنه من النفط ولمن تعود .
وشركات في البحر تصطاد الأسماك لأحد يعرف لمن تتبع والى أين تصدر .
شركات تنقب عن الذهب في حضرموت ونعتبر نحن تاسع دوله في العالم في إنتاج الذهب إلى هذا اليوم لأحد يعرف لمن تتبع هذه الشركات واين تصدر .؟
أن أكبر وباء الذي يمنعنا من التفكير هو وباء الجهل والفقر ،فالجهل لايعني الاميه والقراءة والكتابة فقط بل يتعداه إلى الجهل بالثقافه ومقومات النهوض الحضاري ،الجهل بوسائل الاتصالات والتكنولوجيا الحديثه الجهل بمجتمع المعرفه الذي أصبح عنوان القوة والحضور في هذه الفترة من التاريخ فاي امه لاتقراء والاتعرف عن تاريخها شيئاً ولم تخطط لمستقبلها امه جاهله وان غصت بالجامعات والشهادات العليا والجهل يعني الظلمه والظلام يعني الفقر والجهل، وما من بلاد يحل فيها الفقر الا والكفر جنبه ولو أن الفقر رجلا لقتله كما قال الخليفه علي ابن ابي طالب رضي الله عنه
فالفقر يعني الجريمه وفقدان الأمل الفقر يعني السرقه والقتل وانعدام الأمن والأمان
اننا اليوم مطالبون باكثر من اي وقت مضى أن نعيد تفكيرنا عن ثروتنا ومستقبلنا في بناء ذهنيه سياسية لها شخصيته وخصوصيتها مستمدين من تراثنا وثقافتنا العربيه الاسلاميه بعيدا عن الارتهان والوصايه التي وصلتنا إلى مانحن عليه اليوم حيث أصبحت بلادنا وكل ما تحتويه من ثروات ساحة للحروب والصراعات الدوليه فكل من دول الغرب والشرق تريد افتراسنا جميعاً بسبب خيراتنا الذي اصبحنا عاجزين عن استثمارها وجعلنا دول العالم تفضل علينا عبر منظماتها متى يفكر نخبنا السياسية والشعب للخروج من هذا الوضع المخزي والمفجع