بستان الحسيني في لحج.. الجمال المعرش في الذاكرة
شهرته ملأت الآفاق.. تغنى به الشعراء وافتتن به الأمراء والوزراء.. كان ولايزال وجهة للناظرين وقبلة للزائرين.
بستان الحسيني جنة لحج وفردوسها المهدد بالزوال والانقراض.
ارتبط بستان الحسيني بالأمير الشاعر أحمد فضل القمندان أكثر من غيره وبرغبته العارمة في ابداع نموذج زراعي متطور ومفعم بالجمال والتنوع مستفيدا من خبراته الزراعية ومن رحلاته الخارجية إلى العديد من الدول كإيطاليا والهند ولبنان ومصر جالبا معه اشجار المانجو والزيتون والعنب والنخيل وغيرها من الاشجار كما جلب خبراء زراعيين اسهموا في عملية الغرس وتقليم الاشجار وقد حاول القمندان جاهدا ايجاد مساحة زراعية اشبه ما تكون بالجنة التي يتصورها متكئا على خصوبة الارض الزراعية التي تمتاز بها مناطق لحج بصفة عامة ومنطقة الحسيني على وجه الخصوص بجانب توفر المياه ومجاري السيول اللازمة لعمليات الري.
جنة
كان بستان الحسيني جنة قائمة على الارض وسلة للكثير من المحاصيل الزراعية والفواكه واصناف الخضار المختلفة ونباتات الزينة والنباتات العطرية وغير ذلك مما امتاز به هذا البستان الطبيعي الواقع في قلب دلتا تبن.
موقع مهم
والمتأمل في جغرافية المكان يدرك ان بستان الحسيني يتوسط واديين شهيرين هما الوادي الصغير الذي يحيط به من الجهة اليسرى والوادي الكبير من الجهة اليمنى كما ان منطقة الحسيني بصفة عامة هي منطقة زراعية بامتياز وذات موقع مهم وبحسب بعض المصادر فان المنطقة غنية بمياهها الجوفية اضافة إلى انها كانت ذات يوم مهدا لنشوء حضارات زراعية قديمة لم يتم الكشف عن مكنوناتها بعد باستثناء منطقة الرعارع عاصمة لحج القديمة ووادي طير الذي سمي بهذا الاسم لكثرة الطيور فيه.
تـراجع
الملاحظ انه وبدلا من ان يتم الاهتمام اكثر بالحسيني تراجع الامر وشهد البستان اهمالا كبيرا ما اثر على مساحات الخضرة وعلى التنوع الحيوي والكائنات الحية والطيور النادرة والجمال الطبيعي ولم يعد الكثير من السكان المحليين بحسب تأكيد بعضهم يرغبون في الذهاب للتنزه والاستجمام في الحسيني لما يلمسوه من اهمال وانعدام للخدمات.
بـسط عشوائي
في الآونة الاخيرة بدأ الكثيرون بالبناء والبسط العشوائي داخل المناطق التابعة لبستان الحسيني وفي حين يؤكد معنيون في مكتب الثقافة والسياحة على خطورة مثل هذه الاستحداثات غير الشرعية على هذا الموقع السياحي تحذر اوساط مجتمعية من مغبة تجاهل التحديات المرتبطة بالحسيني وبقدرته على العطاء والاستمرار، مطالبة قيادة المحافظة بضرورة التدخل لإنقاذ بستان الحسيني باعتباره جزءا لا يتجزأ من ذاكرة لحج وتاريخها العريق.
باختصار الحسيني ليس مجرد منطقة زراعية، بل احد ابرز عناوين السياحة الداخلية في لحج واحد الشواهد الدالة على الثراء الطبيعي والتنوع المدهش، ومن الضروري الاستجابة لمناشدات الحريصين على هذا الموقع وانتشاله حاضرا من واقعه المزري.