تقارير وتحقيقات

فيصل رجب.. شوكة الميزان العسكري تعود لأبين (تقرير)

لحج الغد – تقرير

بعد أن عانى في سجون الحوثيين لأكثر من ثماني سنوات، خرج اللواء فيصل رجب، القيادي العسكري في القوات اليمنية المسلحة، إلى الحرية بفضل وساطة قبلية ومجتمعية من وجاهات أبين، محافظة جنوبية تخضع للحكومة الشرعية. وبدا رجب متفائلاً ومبتسماً كما عهدناه، في أول صورة له، وفي خطوة فريدة منذ اندلاع الحرب.

اللواء فيصل رجب هو قائد اللواء 119 مشاة، وهو أحد القادة العسكريين البارزين في الجيش اليمني. تم احتجازه من قبل مليشيات الحوثيين في صنعاء منذ عام 2015، بعد أن قاتلهم في محافظة صعدة.

اللواء فيصل رجب من أبناء محافظة أبين، وهو من قبيلة بن رجب، التي تتمتع بسمعة عالية وتاريخ حافل في المجال العسكري. ويحظى اللواء فيصل رجب بإعجاب واحترام كبيرين من قبل زملائه ورفاقه في السلاح، ويتمتع بشخصية قوية وقادرة على إدارة الأزمات والكوارث.

تم إطلاق سراحه في 29 أبريل 2023، بعد تدخل وفد قبلي من محافظة أبين، وبتوجيهات من زعيم مليشيات الحوثيين عبدالملك الحوثي.

وعلى الرغم من حالة الجدل المُثارة، حول زيارة الوفد القبلي إلى صنعاء، فيما وصف الصحفي الموالي للانتقالي، الوفد الأبيني بوفد اللاعقين، وقال ‏هام: الحوثيون يجهزون زحفا للمئات من مسلحيهم وقياداتهم لدخول الحدود الجنوبية برفقة وفد (اللاعقين).  وحرض بقوله: على أبناء ‎أبين العظماء الاستعداد للقصاص. وإلى أولياء دم عشرات الآلاف الذين قتلهم الحوثيون. فرصة قد لا تُعوض .

إلا أن مشاعر الفرح بتحرير اللواء رجب، كانت طاغية لدى الشارع اليمني، بعد أن تم استثناؤه من صفقة تبادل الأسرى، التي جرت منتصف الشهر الجاري، بين الحكومة والحوثيين، والتي أفرج بموجبها عن وزير الدفاع الأسبق، اللواء الركن، محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس السابق، ونحو 1000 أسير ومختطف من الجانبين.

 وعُرف اللواء فيصل محمد رجب، قائدا عسكريا خالصا حتى شغاف قلبه، وبات واحدًا من أبرز القيادات اليمنية التي خبرت المعارك ضد الحوثيين في صعدة وعمران، على مدى قرابة عقدين من الزمان، وهو ما خلق له عداوة تراكمت بأبعاد مختلفة لدى الحوثيين، مقابل رصيد شعبي متصاعد في الجانب الآخر.

ويصف البعض اللواء فيصل رجب بـ”شوكة الميزان العسكري” نسبة إلى مآلات الحروب والمعارك، وانتصار الأطراف العسكرية التي يقف إلى صفها في الغالب، بدءًا من حرب صيف العام 1994 بين جنوب اليمن وشماله، التي شارك فيها إلى جانب قوات الرئيس الراحل صالح، قائدًا للواء السادس مشاة من الفرقة الأولى مدرع، مرورًا بحروب الدولة الـ6 ضد الحوثيين في صعدة 2004 – 2010، وحربه ضد تنظيم القاعدة الذي أعلن محافظته أبين إمارة إسلامية بين عامي 2011 – 2012، وصولًا إلى مشاركته بشكل فاعل في إخماد تمرد قوات الأمن الخاص في عدن عام 2015.

ولا يزال الكثير من اليمنيين يتذكرون بسالة اللواء رجب إلى جانب اللواء محمود الصبيحي، في قيادة هجوم متناسق من محورين نحو مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، في شهر سبتمبر/أيلول عام 2011، تكلل بكسر الحصار الذي كانت تفرضه عناصر تنظيم القاعدة على مقر اللواء 25 ميكانيكي، لفترة تجاوزت 3 أشهر متواصلة، في وقت كانت تواجه فيه المؤسسة العسكرية في البلاد انقسامًا حادًّا إثر الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس صالح.

من عين عدن