مقالات

الشهداء بذور الحرية

لحج الغد – كتب / محمد مرشد عقابي:

لم يكن الشهيد “يسري عبيد حازم العمري الحوشبي” أسماً عادياً في قائمة (أبطال التحرير) بدولة الجنوب، بل كان وسيظل رقماً صعباً ذو وزن ثقيل على كافة الأصعدة والمستويات، فقد رفعت صورة هذا البطل المقدام الى جوار صور عظماء وأبطال هذه الأمة بكافة الأرجاء، ووضعت له النصب التذكارية في شقاف قلوب الثائرين والأحرار، وشيعت جثمانه الطاهر لحظة الوداع الآلاف من الجموع الحاشدة التي تقاطرت من كل حدب وصوب، فيما لازالت الأفئدة تحتفظ بتلك الروحية الثورية الحية وتزين بها كل ساحات وميادين الشرف والبطولة.

لاشك ان مشروع الإرهاب اليمني ضد الجنوبيين يرتكز دوماً على تصفية القادة والرموز والكوادر النضالية والثورية، وهذا المشروع الإجرامي يراهن على هذا العامل لتحقيق المآرب والغايات الخبيثة وهو يرى في هؤلاء “الأبطال” سلاحاً يهدد سعيه لفرض الوصاية والهيمنة والسطو على الجنوب ويرى فيهم ايضاً الصخرة التي تتحطم عليها دسائسه ومؤامراته ومخططاتهم الدنيئة.

هؤلاء “الأبطال” الذين استشهدوا في سبيل الدفاع عن القضية والوطن والكرامة تبقى مسيرتهم عطرة ومضيئة ومناهجهم عنواناً للحرية والإنعتاق من الظلم والإستبداد والإضطهاد والطغيان، ولا غرابة ان تجد الأجيال الجديدة التي لم تشهد أيام بطولات ومآثر نضال هؤلاء الفطاحلة من الرجال تعلق صورهم على الجدران والمباني والمحال والمركبات وعند البوابات العامة والخاصة، او ان تتذكر اسماؤهم وتدونها في ملاحم الشعر وروايات القصص وخيالات الأدب وفي خطب من التحق بمسيرتهم وسار على دربهم ومشى في خطاهم واقتفى أثرهم، فبمجرد ذكر اسمائهم توقد الصدور بجذوة الثورة ويشتعل فتيل الحماس في قلوب الثوار لمواجهة بغي وجبروت الظالمين والأعداء.

الشهيد البطل العميد “يسري الحوشبي” قائد اللواء العاشر صاعقة سيتخلد في ذاكرة الوطن لانه “مشروع ثورة” وعنواناً للشجاعة والشهادة، ودمه ودماء الشهداء من أمثاله ستظل حراراتها تغلي في النفوس المؤمنة ولن تبرد ابداً حتى يتم الثأر لهم وتتحقق الأهداف والتطلعات التي سعوا اليها وناضلوا وضحوا بانفسهم وحياتهم لأجلها.