لحج الغد -عدن
الكلام ليس كالفعل، والكلمات الجميلة لا تضيء الطريق كما يفعل الفعل الصادق حين يمضي بثقة في دروب المستحيل.
وفهد بن جعموم، لم يكتفِ بالقصيدة، ولا توقّف عند بوابة الشعر، بل أمسك بزمام المبادرة وصنع للحركة الثقافية في عدن فرصة لم تصنعها مؤسسات ولا نُخب ولا صنّاع قرار.
فعل ما عجز عنه كثيرون، وبهدوء العارف، وأناقة الحكيم، أعاد ترتيب الأوراق، واختار لجنة من أهل اللغة والنقد، وأبقى لنفسه دور المنتج المنفّذ، لا المتصدّر المتباهي.
فهد شاعر… لكنه اختار أن يكون وراء الستار، يضبط الإيقاع، يُشعل المصابيح، ويفتح النوافذ.
ميدان الشعر ميدانه، وكان يستطيع أن ينافس، بل ربما أن يفوز، لكنه آثر أن يكون البنّاء، لا اللاعب، المؤسس لا المتسابق.
عدن لا تحتاج للضجيج، بل لمن يشعل شمعة، وفهد فعلها، ومن أراد لهذه المسابقة أن تنجح، فليعلم أن فهد ما زال إنسانًا يُمسك هاتفه، يستمع، يرحب بالأفكار، ويتعامل ببساطة المسؤول الحقيقي.
المساحة مفتوحة للجميع، لكن بدل أن نملأها بالثرثرة، فلنملأها بالدعم والمقترحات والعمل.
أما أولئك الذين لم يتقنوا سوى النقد من بعيد، فإن الفشل يختارهم قبل أن يختاروا هم الفشل.
أما فهد، فهو من معدن لا يصدأ، سيمضي، وسينجح، بل لابد أن ينجح.
لأننا لا نملك رفاهية أن يفشل من قرر أن يضيء طريقًا للجميع.
وحتى إن فكّر يومًا بالتراجع، سنأخذ بيده ونقول له: لا تتراجع، فقد بدأ الحلم، ولا عذر بعد اليوم لمن يقول: جُرّبتوا وفشلتم.
ما حدث اليوم لم يكن سوى خطوة أولى، مؤتمر صحفي ومساحة توثيق لفرز المشاركات التي انهالت من واتساب وفيسبوك، وما كان لفهد إلا أن يكون حاضرًا، يُدير المشهد من الخلف، لا لأن له لقبًا، بل لأنه صاحب الفكرة والركيزة.
فلندعهم يعملون.
وليكن دعمنا وقودهم.
فكل خطوة تُنجز اليوم، هي ضوء في زاوية ظلت مظلمة طويلاً، وآن لها أن تُضاء.
وختامًا:
لن تكونوا أحرص على اللغة والشعر من أولئك الذين اختارهم فهد ليكونوا لجنة تحكيم، وأنا أعرفهم جيدًا؛ رجالٌ أفنَوا أعمارهم في خدمة هذا الحقل، ولن يتساهلوا مع أي شيء يُسيء إلى ما نذروا أعمارهم لأجله
صالح شنظور