أخبار المحافظاتصفحات من تاريخ لحج

الكوادر الجنوبية: مدرسة في الوفاء والتضحية .. الطيار الخواجه مثالاً.. 

الكوادر الجنوبية: مدرسة في الوفاء والتضحية .. الطيار الخواجه مثالاً..

في محطات التاريخ اليمني الحديث، سطّرت الكوادر الجنوبية مواقف خالدة من الولاء للوطن، والانضباط العسكري، والفداء في سبيل الواجب. لم تكن الحدود ولا السياسات كافية لتُغيّب بصمتهم، فقد حملوا راية الوطن في البر والبحر والجو، وأثبتوا أنّ الكفاءة لا تُقاس بالموقع، بل بالفعل والإخلاص.
ومن بين هؤلاء، سطع نجم العميد الطيار علي صالح عبيد الخواجة، الذي جسّد في حياته العسكرية صورة الجندي المخلص، والمدرّب المحترف، والقائد الشجاع، الذي قدّم روحه فداءً لوطنه في لحظة حاسمة.

✈️ العميد الطيار علي صالح عبيد الخواجة
“سيرة بطل طارت في سماء التضحية”

*👤 السيرة الذاتية*

– الاسم الكامل: علي صالح عبيد الخواجة

– اللقب: الخواجة

– المولد: مدينة الحوطة – محافظة لحج، اليمن

*التأهيل العسكري:*
التحق بأكاديمية الطيران في أوكرانيا عام 1975
تخصّص في قيادة طائرات النقل العسكري، خاصة طائرات “أنتينوف”

*🛡️ المسيرة العسكرية*

التحق بالقوات الجوية بعد تخرّجه، وتدرّج في الرتب حتى نال رتبة عميد طيار ركن

*شغل مناصب عدة، أبرزها:*

– أركان حرب اللواء الرابع طيران

– نائب قائد اللواء لشؤون التدريب

امتلك أكثر من 5000 ساعة طيران، وكان يُلقب بين زملائه بـ**”ملك الأنتينوف”**، لبراعته ودقته في التحليق والتدريب
ساهم في إعداد وتخريج أجيال من الطيارين اليمنيين، وكان مثالًا للصرامة والتواضع والقيادة.

*🏅 بطولات ومواقف خالدة*

*1. 🛬 هبوط اضطراري بطولي في وادٍ جبلي – صنعاء*

في إحدى الرحلات التدريبية، وبينما كان يقود طائرة نقل عسكري على متنها عدد من الركاب والمتدربين، تعرض الخواجة لعطل فني مفاجئ، وانبعث دخان كثيف داخل غرفة القيادة.
أمام هذا الخطر:
تجنّب الهبوط على المعهد العالي للقضاء المليء بالطلاب ،
وجّه الطائرة بمهارة نحو وادي جبلي في منطقة شملان شمال صنعاء
أنقذ الجميع بهبوط اضطراري معقّد، أثار إعجاب كل من تابع الحادثة ،
ورغم هذا الإنجاز البطولي، لم يُكرَّم الخواجة، بل تم فتح تحقيق إداري بحقه، ما أثار استياءً واسعًا في أوساط الطيارين العسكريين. ويُرجّح أن السبب وراء هذا الظلم كان كونه من الجنوب، حيث أُهملت الكثير من الكفاءات الجنوبية رغم تفوقها المهني.

*2. 🕊️ تضحية في سبيل الوطن – حادثة 2012*

في 21 نوفمبر 2012، وأثناء مهمة جوية على طائرة “أنتينوف-26″، تعرّض الخواجة لعطل كارثي فوق أحياء مكتظة بالسكان شمال العاصمة صنعاء.
رفض القفز من الطائرة أو الهروب، وأصرّ على توجيهها بعيدًا عن المناطق المأهولة، حتى سقطت في منطقة شبه خالية.
استشهد الخواجة مع تسعة من طاقمه، وخلّد اسمه في سجل الشرف، حيث اعتُبر هذا الموقف مثالًا للفداء الكامل والتضحية الوطنية.

*💠 إنسانيته ومكانته المجتمعية*

كان الخواجة شخصية محبوبة في منطقته، متواضعًا مع الناس، وقريبًا من الفقراء،
ترأس جمعية أبناء الحوطة الخيرية، وأسهم في مشاريع تنموية وخيرية عديدة في محافظة لحج

*🕯️ وداع مؤلم وحقوق ضائعة*
ودّعته محافظة لحج في جنازة مهيبة، شارك فيها زملاؤه وأهله وقيادات عسكرية،
طالبت أسرته بالكشف عن ملابسات سقوط الطائرة، وسط تساؤلات عن دور الإهمال أو التهميش المتعمد
بقي الخواجة رمزًا للكوادر الجنوبية التي لم تُنصف، رغم ما قدّموه للوطن في زمن السلم والحرب