بين ادّعاء “القانون وازدواجية المواقف
قرأنا جميعاً ما سطره عبدالوهاب قطران عن رحلته إلى عدن وفي الوقت الذي تحدث فيه عن نقطة الجبلين ألامنية انها تعاملت معه بعنجهية على حد وصفه تجاهل عمداً الإشارة إلى واقعٍ أشد قسوة ومرارةً يعانيه يومياً تحت سلطة الامر الواقع في صنعاء وغيرها من المناطق الشماليه حيث تُكمم الأفواه وتستباح الاعراض والحريات وتهان الكرامات، ويداس القانون والدستور ولا يسمح للقانون ان يعلو فوق رغبة المشرف الذي لايتحاوز عمره ال18عشر او سطوة الجهاز الامني
لقد كتبت عن مشهد واحد في ردفان وكأنه مأساة وطن
يا سيادة القاضي تقول إن نقطة واحدة في ردفان أوقفتك وتفحصت هويتك واعتبرت ذلك اغتيالاً للتفاؤل؟ فماذا تقول عمّن يسجن في سجون الحوثيين دون تهمة؟ ماذا تقول عن الصحفيين المختطفين والنساء المعتقلات ؟ ماذا تقول عن من اعتقلوك شخصياً لستة أشهر باعترافك انت ؟ لماذا لم تكتب حينها عن الكرامة والاحترام؟ لماذا لم تكتب عن اختطاف الاطفال من المدارس للزج بهم في الجبهات؟ لماذا لم نقرأ لك يومها رواية بعنوان “الإنسان في ظل سلطة الأمر الواقع”؟
ثم تزعم أن نقطة بين الجبلين تدار بـالعنجهية وتُشبهها بنقطة أبو هاشم في البيضاء؟ لكنك لم تكتب يوماً عن نقاط التفتيش الحوثية التي تمارس التفتيش المهين على النساء في مداخل صنعاء، والتي تبتز المسافرين وتصادر الهواتف وتبحث في الصور والمحادثات
لماذا…! ولماذا…! أم أن القانون عندك له تعريف مناطقي؟
تتحدث عن احترام القاضي في عدن وتقول إن ابنتك أرادت أن تدرس القانون بعدما شاهدت التقدير..! جميل…! لكن لماذا لا تحدثنا عن القضاة الذين أُهينوا في صنعاء على يد الحوثيين، وتم تحويلهم إلى موظفين في وزارة داخلية الميليشيا؟ لماذا لم تبكِ على كرامتك كما بكيت على سلاحك الشخصي؟
ثم يا قاضينا الكريم إن أي دولة في العالم من حقها تفتيش الداخلين والخارجين من مناطقها وهذه ليست إهانة بل إجراء أمني بحت ولو أنك مررت بدون أي تفتيش لقلت عدن تفتقر للنظام.! لكن لأنك استوقفت لبضع دقائق وأنت قادم من منطقة سيطرة مليشيا تقود حرباً على جنوبنا الحبيب جنّ جنونك وخرجت كل مشاعر الحقد الدفين ضد عدن وأمنها..!
نحن لا نبرر التجاوزات إن حصلت ولكننا نرى التناقض الفاضح حين يتحدث من عاش رهينة سلطة القمع الحوثي عن الكرامة والدستور… وهو لم ينطق بكلمة واحدة عن قصف البيوت في حجور ولا عن تجنيد الأطفال ولا عن الانتهاك الاعراض…
وفي الختام نقول لك من باب الإنصاف الذي تدعيه إن احترامك في عدن هو انعكاس لأخلاق أهلها أما التفتيش فهو إجراء طبيعي لا يمس كرامتك إلا إن كنت ترى نفسك فوق القانون
دع عنك ازدواج المعايير وتحدث عن الانتهاكات في صنعاء كما تتحدث عن بضع دقائق تأخير في ردفان… فإن لم تفعل فصمتك خير من رواية تنتقي الضحية وتخشى الجلاد
🖋️ ابوعلي طارق السرايا