هذا ما يحدث في وطني

*مكسيم ثابت*
*يونيو- 2025*
في وطني،
خمسةُ أيام
تُدير عاماً كاملاً من الوهم.
خمسون ألفاً…
تُعادِل نصف مليون في لغة الصمت،
وساعتان من عزيزتي الكهرباء تُغني عن يومٍ كامل ..
في وطني،
تصدّق ألف كذبة وتكدب عشرة ملايين حقيقة صادقة،
ويغفو خمسون ألف مسؤولٍ
في فنادقَ، وشاليهاتٍ، ومنتجعاتٍ لا تعرف أسماء شوارعنا.
بينما خمسةُ ملايين،
يفترشون الأرصفة والخيام،
ويتهامسون في دعاءٍ خافت:
يا رب… أعد إلينا الشتاء،
لعل المطر يستر وجعنا.
في وطني،
ألفُ نقطةِ تفتيشٍ
تطارد سرابَ الأمن،
وألفُ معسكرٍ يُسلّح،
لكن ألفَ ألفِ أسرةٍ لا تجد قوت يومها.
في وطني،
مدرّعاتٌ تُغازل أعداءً
في إخراجٍ سينمائيّ،
وحروبٌ مدبلجة
تُنتج ألفَ ألفِ أرملة،
وأرضًا مهدّمة،
وألفَ ألفِ يتيم
يسأل: لماذا ذهب أبي؟
في وطني،
ألفُ مشروعٍ وهميّ
يُصبح حقيقياً فقط لحظةَ تسليم الصورة،
ويُصرف على مشروعٍ بعشرة آلاف،
مئةُ ألفٍ
بين لافتات، ورواتب، وتصوير،
وتدشين، وتطبيل إعلاميّ.
في وطني،
ألفُ ألفِ مريض
لا يعرف نوع مرضه،
وآخرون…
يخرج لهم فحصُ المختبر بخمسة أمراض بدلًا من واحد.
وفي وطني،
طفولةٌ تُغتال في السابعة،
وأطفالٌ يُقايضون الألعاب ويتمنون الهجرة.
وفي المساجد،
ألفُ ألفِ مصلٍّ
اعتاد الشرود،
وألفُ خطيب،
يُذكّر الجائعين بالصبر،
ويطلب الهداية لمن سرقهم.
في وطني،
المليارات تُجبى،
والخدمات تُعلّق،
والثروات تُنهب،
والإنسان يُصنّف:
سيّدٌ… سلطانٌ… شيخٌ…
عبدٌ… معارض… إرهابيٌّ… عميل.
وفي الزوايا المظلمة،
بين كل مئةِ ألف معلم،
ألفٌ فقط يبتسم،
ومن خمسين طالباً
خمسة فقط يعرفون القراءة.
وفي وطني،
يَحكمُنا ثمانيةٌ لا نراهم،
وفي الشطر الآخر،
يحكم واحدٌ من داخل كهف.
غريبٌ يا وطني،
أن تتحمّل كلّ هذ
وتحالفك سعودي اماراتي الخير !!