مقالات

*العيد عيد ” المافيا …

العيد عيد ” المافيا ” …

لحج الغد – أنسام عبدالله

أيامٌ قليلة ويُقبل علينا عيد الأضحى المبارك بكامل حلّته الروحانية الإسلامية والذي ننتظره بشغف كما سائر المسلمين ..متأهبين لأجله كلا يوقض الآخر أن قد أتى ..تملؤنا وأبناؤنا وكل أهلينا الغبطة علّهُ مازال يعرفنا.. أو حاملا شيئا من الوعود بالإنفراج ..

كان الناس في الجنوب والمحافظات المحررة يلبون داعي الله بتنفيذ شعيرة “التضحية” نحرا ..وكان الجميع يستطيع ..أما الإختلاف فكان في ” وزن الكبش فقط” ..
الجميع يضحي ..وصوت الأضحية يُسمع من كل بيت ..ليتجمع الأطفال حول الذبيحة المعلقة ويحملون في ذاكرتهم تلك الشعائر الجميلة من توزيع ثلثها ..وإبقاء ثلثيها ليتقاسموه تجمعا مع الزائرين من الأهل والأحبة على مدار أيام العيد ” البهيّة” ..

كذا ملابس العيد ..والتي يرتديها الجميع وإن تفاوتت قيمتها فقط ..وإن قلّ ما قل ..ترى ” المثل اليمني الشهير ينطلق ببراءة ..العيد عيد العافية ..

ماذا عن هذا العام ؟! ..وبعد عشر أعوام قاسية فقدنا فيه “الغطاء النباتي ، والمائي ، والحيواني، والأمن الغذائي حتى ..

أظنه أصبح عيد “المافيا” ..

تلك الوجوه التي لا نعرفها من فرط “امتلاء “كروشها” والتي أصبحت أضخم من كرش “أكبر كبش في عهد عفاش” ..لقد غطت على وجوههم فما عدنا نتعرف عليهم …

إذن ..هو عيدهم ..؟!

أخذوا كل الأضحيات ..وأخذوا معها ذلك الرضا والنور من أوجه الناس ..كما أخذوا الطمأنينة..
أخذوا ..قيمة غداء العيد ..وقيمة “ملابس العيد” ..وحتى قيمة المواصلات من أبسط أسرة كانت ذاهبة للتنزه في عدن ..

أخذوا كل هذا ..وأعطوهم بدلا عنه ..”النوم على جمر الصيف تقلبا ..والجلوس “قرفصاء” على باب أهل الخير “منهم ” ..فالمافيا عندنا يحلو لها أن تعيش دور “الأنبياء ” أحيانا ..

وأظنهم أخذوا معهم الوطن ! حين بات الناس يتخبطون غير مدركين شيء من فرط ” حمى الضنك ! أو الملاريا ؟ أو “المكرفس” ..أو…لا يدرون ما البلاء ..وما الوباء..!! حتى الوعي بماذا يمكن أن يحدث ..قد أخذوه ..ولم يعد عيد العافية ..

العيد عيد ” المافيا” ..التي استوردت وتستورد “آخر صيحات الموضة في صناعة الطاقة الشمسية” كبطاريات الليثيوم مثلا ..والتي تتجاوز قيمتها ما يتخيله المواطن البسيط ..فحين تنهار منظومة الأخلاق ..يتبعها ظهور منظومة الطاقة الشمسية المشتراة ..وشتان يا “عافية”..

ليحتفلوا هم بالعيد ..و”ليفحطوا باللاند كروز ” ..وليقيموا الذبائح والولائم ..مثلما يفعلون يوميا ..!
وليضحكوا ولا يبكوا لحال هذه الملايين “الصارخة قهرا وجوعا وخذلانا” ..

ليحتفلوا بعيد الأضحى بعد أن ضحى الشعب بكل غالٍ ونفيس ..لأجل احتفالهم ..واحتفالهم فقط !

وبعد أن ينهوا احتفالهم الصاخب ..لا ينسوا أن يبرروا ..فنحن بحاجة للتبرير كشعب ” طيب ” .. لا ينسوا أن يقولوا ” نحن نعتذر لحالكم المزري ..أو مثلا ليقولوا ليس نحن من احتفل من تلقاء نفسه ..بل هددنا ” الحوثي” وكان لا بدّ من الإحتفال ..!

أو مثلا حين تفرغون من “سكرتكم” قولوا ..نحن على شفا جرف هار من الإنهيار الإقتصادي..فهاتوا المليارات يا أيها المانحين ..فإنّا أهلُ الأمانة وسنعيدُ العيدَ مرةً أخرى ..وسنجعلهم يحتفلون ..وسنير بيوتهم ..وسنمنحهم الثلج في ثلاجاتهم ..و سنزيد على النحر نحرا.. ومن الوريد إلى الوريد ..!