أخبار الجنوبأخبار المحافظات

أحمد عبدالله الرقب… الشاب العدني الذي صنع لنفسه مكانة في قلوب الناس دون منصب أو جاه.

خاص/أدهم الصماتي

في زمنٍ طغت فيه الماديات وتلاشت فيه القيم عند البعض، يبرز أحمد عبدالله الرقب، الشاب العدني المعروف، كواحد من أولئك القلائل الذين اختاروا أن يسيروا عكس التيار، حاملاً همّ أبناء وطنه، ومرسخاً صورة الشاب الذي جعل من الإنسانية مبدأ ومن العطاء أسلوب حياة.

يُعرف الرقب في محافظة عدن، بل ويتعدى أثره حدودها، كشاب محبوب يحظى باحترام الجميع، صغاراً وكباراً. لم يصعد عبر منصب رسمي، ولم يتكئ على وجاهة اجتماعية أو علاقات نافذة، بل صنع له مكانة في قلوب الناس من خلال مواقفه الصادقة، ومبادراته النبيلة التي لطالما وقف فيها إلى جانب المظلوم والمحتاج، دون أن ينتظر مقابلاً.

“لا معي جاه ولا معي منصب.. معي رحمة ربنا وقلب متسامح ودعوة والدين”

بهذه العبارة المؤثرة ختم أحمد الرقب منشوره الأخير على صفحته في فيسبوك، مرفقاً إياها بصورة له مع رجل مسن، في مشهد لامس قلوبنا جميعاً. لم تكن مجرد صورة عابرة، بل كانت رسالة خفية تعبّر عن فلسفة حياة، عن قناعة راسخة بأن أقوى المناصب لا تُقاس بالكرسي، بل بما تحمله القلوب من محبة ورحمة.

هذا المنشور كان كفيلاً بأن يُعيد تسليط الضوء على مسيرة هذا الشاب الاستثنائي، الذي كثيراً ما شوهد وهو يساعد المرضى في المستشفيات، ويقف إلى جانب الأسر المتعففة، ويوصل المساعدات للمحتاجين في صمت وتواضع. لا يحب الكاميرات ولا يلهث وراء الشهرة، بل يؤمن أن الخير الصادق لا يُعلن، لكنه يُثمر.

الرقب لا يتحدث كثيراً عن نفسه، لكن من يعرفونه يُجمعون على أن قلبه يتسع للجميع، وأنه لا يردّ أحداً خائباً. “في عز الأزمات، كنا نراه في الخطوط الأمامية، يدًا تمسح دمعة، وصوتًا يبعث الأمل”، هكذا قال عنه أحد أصدقائه المقربين.

وفي مدينة تتجاذبها الأزمات وتصارع التحديات، يبقى وجود شخصيات مثل أحمد عبدالله الرقب بلسماً يخفف المعاناة، ويعيد الإيمان بأن الخير لا يزال قائماً.

لا يركض خلف الصور، ولا يُحب أن يُشاد به، لكنه كل يوم يكتب بصمته في وجدان المجتمع. يقود مبادرات شبابية بهدوء، ويواسي من فقدوا أحباءهم، ويستمع بانتباه لكل من يلجأ إليه. يُعرف عنه تسامحه الشديد، ونظرته المتفائلة رغم كل الظروف.

أحمد عبدالله الرقب، ليس مجرد اسم في قائمة شباب عدن، بل هو أيقونة إنسانية تمشي على الأرض. اختار أن يكون بسيطًا، لكنه عظيمٌ بأخلاقه. لا يملك الجاه، لكنه ملك القلوب، ولا يشغل منصبًا، لكنه يمارس أعظم وظيفة: خدمة الناس.

وفي منشوره الأخير، اختصر كل هذا في جملةٍ واحدة: “لا معي جاه ولا معي منصب.. معي رحمة ربنا وقلب متسامح ودعوة والدين”، فهل هناك أعظم من هذا الإرث؟