سيف العمالقة معمر السعدي.. صمت الضرغام وزئير الميدان

*”سيف العمالقة معمر السعدي.. صمت الضرغام وزئير الميدان”*
لحج الغد – كتب/أدهم الصماتي.
في زمنٍ قلّ فيه الرجال وثقلت فيه المواقف، يسطع نجم القادة الذين لا يتحدثون كثيراً، بل يكتبون أسمائهم بالدم والتضحية في ميادين القتال. أحد هؤلاء القادة هو القائد معمر السعدي (أبو يسلم)، أركان حرب الفرقة الأولى عمالقة، الذي سطّر منذ عام 2015 وحتى اليوم ملاحم بطولية تليق بتاريخ الرجال العظام.
منذ بداية الحرب ضد مليشيا الحوثي، حمل السعدي بندقيته وتقدّم الصفوف، مؤمناً بأن الأوطان تُحمى بالرجال لا بالشعارات. كانت أولى محطاته الكبرى في جبهة الساحل الغربي، حيث خاض معارك ضارية لتحرير مناطق استراتيجية انطلقت من المخا، وامتدت شرقًا نحو، الهاملي، والبرح، حتى حرر معسكر خالد بن الوليد، في مواجهة حامية سقط فيها العديد من رجاله شهداء، لكنه ألحق بالعدو جراحًا لم تُنسَ.
ولم تتوقف جبهته عند الجنوب والشرق، بل تقدّم شمالًا، محررًا يَختُل والخُوخة وحيس، حتى وصل إلى تخوم مدينة الحديدة، في واحدة من أعظم المعارك التي تجلّى فيها الإقدام والثبات.
ومن أبرز محطات البطولة التي لن تُنسى، عملية اقتحام الحديدة، حين قاد معمر السعدي مجموعة لا تتجاوز تسعة رجال، من بينهم قائد الكتيبة علي راشد المطرفي، واقتحموا الخط الحيوي الذي يربط صنعاء بالحديدة، ونجحوا في قطعه وتحرير المنطقة في عملية نوعية وجرئية تؤكد عبقريته القتالية وشجاعته الفذة. في تلك المعركة، كما في غيرها، لم يسلم جسد السعدي من الإصابات، فقد نالته شظايا الغدر، لكنه ظل واقفًا، صامدًا، لا يتراجع ولا ينكسر.
ولم يقتصر دوره على جبهات الساحل الغربي فحسب، بل كان له حضور مشهود في عملية إعصار الجنوب في شبوة، التي استهدفت تحرير عسيلان، والنقوب، وبيحان، حتى وصلت القوات بقيادته إلى منطقة حريب التابعة لمحافظة مأرب. وكان السعدي رأس الحربة في هذه المعارك بعد الشيخ رائد الحبهي، رجلًا يتقدم حيث يتردد الآخرون، ويثبت حين تهتز المواقف.
معمر السعدي لا يبحث عن الأضواء، ولا يتحدث في الإعلام، لكنه يعمل بصمتٍ، ويقاتل بإيمان، ويقود رجاله بثقة، ويفرض احترامه بأفعاله. إنّه من أولئك الذين لا يطالبون بشكر، بل يتركون للزمن أن يُنصفهم، وللتاريخ أن يكتب عنهم ما يستحقون.
ومهما كتبنا، فلن نفي هذا القائد الضرغام حقّه، فهو باختصار: عنوان للشجاعة، ورمز للصمت الذي يصنع الانتصارات.