فلسطين تُباد.. والعرب يتفرجون!

- لحج الغد -خاص
بقلم/وسيم عارف العبادي
كم هو موجع أن تكتب عن فلسطين لا لأن الكلمات تعجز، بل لأن القهر يفيض، والألم أكبر من أن يُكتب.
غزة تُقصف.. الأطفال يُسحقون تحت الأنقاض البيوت تتحول إلى رماد والدماء تسيل في الشوارع وكأنها مشاهد من فيلم رعبٍ لا نهاية له لكنّ الأكثر رعبًا من هذا كله هو الصمت صمتٌ عربيٌ مخزٍ يبعث الغثيان
أين أنتم يا من تدّعون العروبة؟ أين أنتم يا من تتحدثون عن الأخوة والدين والتضامن؟
أهذه هي النخوة التي حدثونا عنها؟ أهذا هو الإسلام الذي يوصي بنصرة المظلوم؟
غزة تصرخ فلسطين تنزف والدماء تكتب التاريخ من جديد لكن هذه المرة بلا شهود لا أحد يسمع لا أحد يُبصر لا أحد يتكلم كيف نسيتم أن في يومٍ من الأيام صرخة امرأة هزّت عرش خليفة، فسيّر لها الجيوش وحررها وكرمها؟
اليوم تُغتصب الأرض ويُباد الأطفال وتُمحى المدن ويُذبح الأبرياء وكل ما نسمعه منكم: بيانات شجب وقلق!
وهذا نادراً مانراه
إنه ليس ضعفًا بل خيانة ليس خوفًا بل سقوط ليس صمتًا بل عار لن يمحوه الزمن
يا حكام العرب يا من تزينتم بالمناصب وتركتم القدس تنادي وحدها
يا من تفاخرتم بأطول برج وأضخم طبق مقلوبة وأجمل موسم غنائي بينما غزة تُدفن حيّة..
اعلموا أن لعنة فلسطين ستلاحقكم ستطرق أبوابكم وستحرق عروشكم
لأن الله لا ينسى لأن دماء الأطفال ليست ماءً ولأن الدعاء يعلو وصبر الشعوب ينفد
فلسطين اليوم وغدًا أنتم.
اليوم يُقتل فيها من قال “الله أكبر”، وغدًا ستُكسر صروح من باعوا دينهم بدراهم الخنوع.
ويا غزة..
اصبري يا وجعنا النابض اصبري يا درّة الأمة يا قبلة الثائرين
فربكِ يمهل ولا يُهمل والعدل آتٍ ولو بعد حين.