الصحة

عقار تجريبي قد يقلل من فرص الإصابة بمرض ألزهايمر

كشفت دراسة سريرية عن نتائج مشجعة تُظهر أن عقاراً تجريبياً قد يقلل من خطر الإصابة بـ”ألزهايمر” لدى الأشخاص المعرّضين للمرض في أعمار مبكرة مثل الثلاثينيات أو الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر.

وتشير النتائج، التي نشرت في دورية “ذا لانسيت: نيورولوجي” The Lancet Neurology، إلى أن العلاج المبكر بإزالة “لويحات الأميلويد” من الدماغ قبل سنوات من ظهور الأعراض؛ يمكن أن يمنع أو يؤخر على أقل تقدير ظهور الخرف المرتبط بمرض ألزهايمر

ويرتبط مرض ألزهايمر، أحد أكثر أشكال الخرف شيوعاً، ارتباطاً وثيقاً بتراكم لويحات بروتينية في الدماغ تُعرف باسم “لويحات الأميلويد”، وهذه اللويحات تتكون من بروتين يسمى “بيتا أميلويد” الذي يتراكم بشكل غير طبيعي بين الخلايا العصبية، مما يعطل التواصل بينها، ويؤدي في النهاية إلى تلف الخلايا وموتها.

ويعتقد العلماء أن تراكم هذه اللويحات هو أحد الأحداث المبكرة في مسار المرض، حيث يبدأ التراكم قبل سنوات، وربما عقود، من ظهور الأعراض الأولى مثل فقدان الذاكرة، وصعوبة التفكير.

ووفقاً لـ”فرضية الأميلويد” التي تُعد النظرية الأكثر قبولاً لفهم مرض ألزهايمر، فإن تراكم هذه اللويحات يطلق سلسلة من الأحداث البيولوجية المعقدة، بما في ذلك الالتهاب العصبي، وتشكل التشابكات الليفية العصبية، وفقدان الوصلات العصبية، وتؤدي هذه التغيرات في النهاية إلى تدهور الوظائف الإدراكية والسلوكية.

شملت الدراسة الجديدة 73 شخصاً يحملون طفرات جينية نادرة موروثة تؤدي إلى الإنتاج المفرط للأميلويد في الدماغ، مما يجعلهم عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر في منتصف العمر.

في مجموعة فرعية من 22 مشاركاً لم تظهر عليهم أي مشكلات إدراكية عند بدء الدراسة، وتلقوا العلاج لمدة ثماني سنوات في المتوسط؛ انخفض خطر تطور الأعراض لديهم من 100% إلى حوالي 50%، وفقاً لتحليل أولي للبيانات، مدعوماً بعدة تحليلات حساسية تؤكد هذا الاتجاه.

الإصابة بمرض ألزهايمر

وبحسب الباحثين؛ كان كل المشاركين في هذه الدراسة مقدر لهم الإصابة بمرض ألزهايمر، وبعضهم لم تظهر عليه الأعراض بعد.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، راندال بيتمان، أستاذ في علم الأعصاب بكلية الطب في جامعة واشنطن: “لا نعرف كم من الوقت سيظلون من دون أعراض، ربما بضع سنوات أو ربما عقود.. لقد واصلنا علاجهم بأجسام مضادة أخرى للأميلويد على أمل ألا تظهر عليهم الأعراض أبداً، وما نعرفه هو أنه من الممكن على الأقل تأخير ظهور أعراض ألزهايمر ومنح الناس سنوات إضافية من الحياة الصحية”.

وللتحقق من ذلك، درس الباحثون تأثيرات عقار مضاد للأميلويد في محاولة لمعرفة ما إذا كان بإمكانه منع تطور الخرف، وشارك الأفراد في هذه الدراسة في التجربة السريرية Knight Family DIAN-TU-001، وهي أول تجربة وقائية لمرض ألزهايمر على مستوى العالم، والتي بدأت في عام 2012 بدعم من جمعية ألزهايمر، والمعاهد الأميركية للصحة، وخضع المشاركون لعلاج بعقار مضاد للأميلويد.

واستخدم الباحثون في الدراسة عقار يُعرف باسم “جانتينيروماب”، وهو نوع من العلاجات المناعية التي تعمل على مهاجمة البروتينات المتراكمة في الدماغ والمعروفة باسم “أميلويد بيتا”، والتي تعد السبب الأساسي لتشكل اللويحات الدماغية المسببة لمرض ألزهايمر.