البقاء لله الحي القيوم ..
أيُّ مشعلٍ لنور العلم والمعرفة انطفأ ؟! وأيُّ نجمة من سماء العرفان والفهم هَوَت ؟! أبى الدهرُ إلا أن ينغّص علينا فرحة العيد !! وأبى الزمان إلا أن يوجعنا برحيل أعز أحبابنا !!
ماذا بإمكاننا أن نقول ؟؟ وماذا بأيدينا ما يمكننا أن نعمله ؟؟
هو قانون الهلاك الرّباني في أجله المكتوب يصل دائما إلى نهايته . لا يستطيع أيُّ مخلوقٍ مهما كَبُرَ أو صَغُرَ أن يهرب منه أو يتحاشاه أو يؤجله . لذلك كان الموت كتابا مؤجّلا إلى وقت وفاءه.
انتقلت إلى رحمة الله وفاضت روحها إلى بارئها العظيم يومنا هذا 2 أبريل 2025م البروفيسورة الدكتورة فوزية سالم الرئيسة السابقة لقسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية عدن جامعة عدن ، وأحد أوائل مؤسسي القسم العلمي والكلية والجامعة . وبرحيلها يكون قسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية عدن قد ودّع آخر عمالقته العظام الذين كان لهم شرف التأسيس والبناء والتطوير والإبداع والعظمة والرفعة والسمو في خلق جيل أكاديمي على مستوى البلاد وخارجها . هذه الكوكبة المتألقة من أعضاء هيئة التدريس وهبت عمرها وجهدها ومعارفها وعلومها بكل تفانٍ وإخلاص ونكران ذات لكل الأجيال التي تعلمت في حضرتها ومقامها وعلى أيديها جموعا وأفرادا . لم تبخل في عطاءاتها لحظة واحدة حتى في أشد أوقات الحيف والنكران والإحباط الذي مرت بها في أواخر فتراتهم التدريسية و نكرانهم من حقوقهم .
أستاذتي الفاضلة وأمي الحنونة و أختي النبيلة د. فوزية .. إن قلمي ليقف عاجزا عن إيفاءك حقك ، وإن مهجتي ونفسي لتحترقان حزنا على فراقك من غير أن أودّعك ، وإن قلبي ليخفق أسىً وحسرةً على رحيلك دون أن يحضى بشرف وداعك الأبدي أيتها الخالدة في نفوسنا وقلوبنا وعقولنا ، أيتها المزروعة حُبّا وتقديرا وعرفانا في كياننا وخلجات أنفسنا ورفيف رموش أعيننا ونبضات دماء عروقنا.
أستودعك الله الحي القيوم الرحيم الحافظ الذي لا تضيع ودائعهُ ، وأسأله جلَّ في علاه أن يكتنفك بواسع رحمته وعظيم غفرانه وأن يسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئكَ رفيقا.
لله الأمر من قبل ومن بعد . وله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عندهُ بمقدار.
في هذه اللحظة الحزينة أرفع أجل وأسمى مشاعر الحزن والمواساة لكل أفراد أسرة مربيتنا واستاذتنا وأمنا وأختنا الفاضلة والمرحومة بإذن الله تعالى د. فوزية سالم و أدعو الله أن يعصم قلوبهم وقلوبنا معهم بجميل الصبر والسلوان . إنّا لله وإنّا إليه راجعون ..
د. عبد الودود محمد الهاشمي
