صورة ودلالة ..

صورة ودلالة
د أمين العلياني
كانت تلك المرأة السقطرية العجوز وهي واقفة بثبات، كأنها شجرة دم الأخوية الضاربة في الأرض السقطرية وبجذور عميقة التاريخ، تحمل علم دولة الجنوب بيدين مرتعشتين، لكنهما قويتين، كأنما تحمل في طياتهما تاريخًا طويلًا من الصبر والتضحيات والنضال الوطني لشعب كامل يستحق أن يعيش بكرامة وحرية على تراب أرضه من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا.
ووجهها وهي حاملة علم الجنوب وصورة الرئيس الزبيدي كأنه خريطة من التجاعيد العميقة، كل تجعيدة منها تحكي قصة كفاح وأمل ومشروع نضال وتحرر، كأنها خطوط زمنية نقشها السنين على جبينها، لتحكي على لسان كل جنوبي وحلم كل جنوبي وأمل كل جنوبي وحرية كل جنوبي وتحت سماء وأرض وجغرافيا جنوبية تطالب في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة بحدود قبل عام 1990م.
عيناها كانتا تلمعان بفرح غامر، كأنهما نجمتان صغيرتان في سماء الليل، تنتظر بلهفة إلى وجه وكلمات وتعابير الرئيس عيدروس الزبيدي وهو يناديهم بحديث الأرض ومن سقطرى نبدأ مشاريع البناء ومنها ننطلق إلى بقية المحافظات بسواعد أبنائها وبدعم من التحالف العربي دون توقف.
ابتسامتها كانت هادئة، لكنها عميقة، كأنها تختزل كل ما عاشته من معاناة وفرح في لحظة واحدة. كانت ترفع العلم بفخر، كأنما ترفع معه أحلام شعبها في الجنوب، وقلبها يخفق بفرح غامر، كأنه يردد: لقد كان خطابك أيها الرئيس الاستثنائي وصاحب العهد الخالد، “عهد الرجال للرجال” خريطة وطن جنوبي مستقل فيدرالي ، وها نحن هنا في سقطرى الحلم له مستقبلون”.