الإمارات تعيد الأمل للاجئين السودانيين في مستشفى مادهول الميداني

لحج الغد
واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم الخدمات الطبية المختلفة للاجئين السودانيين في مستشفى مادهول الميداني الواقع بولاية شمال بحر الغزال بجمهورية جنوب السودان، وتأتي المساعدات الإماراتية في إطار الرسالة الإنسانية للدولة نحو تنمية المجتمعات الأكثر حاجة، ومساعدة الشعوب التي تواجه صعوبات للحصول على الخدمات الحياتية الأساسية في مناطق حضورها، خصوصاً خدمات الرعاية الصحية.
وقدمت الدولة، وضمن جهودها الإنسانية لدعم اللاجئين السودانيين، خدمات علاجية بمعايير عالمية، ونجحت في إجراء عمليات جراحية معقدة للمرضي السودانيين في مستشفى «مادهول».
واستقبل المستشفى منذ اليوم الأول العديد من الحالات المرضية، وجرى استيعاب المرضى بالعيادات المتخصصة والتي تضم أكثر من 100 سرير، كما تم إجراء عمليات جراحية معقدة للحالات المرضية الحرجة، ومن ضمنها إجراء عملية للطفل آدم البالغ من العمر 6 أعوام والذي سقط في حفرة أثناء نزوحه رفقة أفراد أسرته من المنطقة التي كان يقطن بها.
وفي سياق متصل، أنقذ الطاقم الطبي، بقسم الطوارئ بالمستشفى، حياة مريض مسن يدعى عثمان يبلغ من العمر 68 عاماً، بعد إجراء عملية عاجلة تم خلالها استخراج أكثر من 1.5 لتر من السوائل من داخل رئتيه.
عثمان حضر إلى المستشفى إثر معاناته من حمى شديدة وجفاف حاد، إلى جانب صعوبة في التنفس، حيث كشفت الفحوصات الطبية التي تم أجريت له بداخل الأقسام المختصة وصور الأشعة السينية، وجود كميات كبيرة من السوائل في رئتيه، وهو ما يعرف «بالانصباب الجنبي».
ونظراً لخطورة الحالة، فقد قام الكادر الطبي المتخصص، بإجراء تصريف طارئ لهذا السائل من رئتيه، تمثل في أجراء عملية تعرف باسم «البزل الجنبي»، حيث تم إزالة ما يقارب 1.5 لتر من السوائل، وأرسلت عينات منها إلى الفحص المخبري، حيث أشارت النتائج إلى إصابة المريض بالسل، وبناء على ذلك، تم البدء بتقديم الخدمات العلاج اللازم، وتم توجيه المريض لمتابعة العلاج المضاد للسل بانتظام.
وتمكن أطباء قسم القلب والأوعية الدموية بالمستشفى من إنقاذ حياة الفتاة إمليان، والتي كانت تعاني من مرض «روماتيزم القلب» وهو أحد مضاعفات الحمى الروماتيزمية الناجمة عن الإصابة ببكتيريا المكورات العقدية والتي تؤدي إلى تضخم في عضلة القلب، وفي حالات آخري تلف الصمامات والعضلة القلبية.
وبحسب الأطباء العاملين بالمستشفى، فان المريضة البالغة من العمر 24 عاماً، كانت تعاني من ضيق شديد في التنفس وعدم قدرة على تناول الطعام، ليتم على إثر ذلك أحالتها إلى الأقسام المختصة، والتي أشارت إلى أن الفتاة، تعاني من تضخم في عضلة القلب. وعلى الفور قام الفريق الطبي باتخاذ عدد من الإجراءات الطبية الطارئة حيالها، شملت نقلها إلى غرفة العناية وتزويدها بالأكسجين وبعض المضادات الحيوية، فضلاً عن تنفيذ كافة الإجراءات المتبعة في هذه الحالات. كما تم تكليف فريق من المختصين بمتابعة حالة الفتاة، بشكل دقيق إلى أن استعادت صحتها بعد مرور 3 أيام، وجرى وضع جدول لها للمتابعة بشكل يومي بداخل أقسام المستشفى.
وتشكل المشروعات التنموية والإنسانية التي تنفذها دولة الإمارات جزءاً لا يتجزأ من التزام الدولة نحو دعم جميع المجتمعات المُحتاجة، حيث تنفذ دولة الإمارات مبادراتها الإنسانية بشراكة وثيقة مع مختلف المنظمات الدولية ذات العلاقة، وبالتركيز على المشروعات ذات الأولوية العالمية مثل التعليم والرعاية الصحية.