أخبار الجنوب

الانتقالي وإعادة هيكلة الإدارة المحلية: تحديات القيادة ومسؤوليات القرار

لحج الغد - قحطان الحريري

– وضاح قحطان الحريري

يواجه المجلس الانتقالي الجنوبي اختبارًا حقيقيًا في ظل الأزمات المتفاقمة التي تهدد الجنوب اليمني، حيث تبرز قضايا التعليم المتدهور، وتأخر رواتب العسكريين والمعلمين، والانفلات الاقتصادي كأزمات جوهرية تتطلب معالجة فورية.

إصلاح الإدارة المحلية: ضرورة لا تحتمل التأجيل

تُعاني المحافظات الجنوبية، مثل عدن ولحج وأبين والضالع، من ضعف هيكلي إداري يفاقم سوء الخدمات وغياب العدالة في توزيع الموارد. إعادة ترتيب الإدارة المحلية وتعزيز الشفافية والمساءلة باتت خطوات حتمية، حيث يُفترض أن تشمل:

إعادة توزيع الصلاحيات والموارد لضمان عدالة التنمية والاستجابة لاحتياجات المواطنين.

تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال آليات رقابية مستقلة تضمن الحكم الرشيد.

إشراك المجتمع المدني في اتخاذ القرار، لضمان إصلاحات قائمة على الأولويات المحلية.

أزمة التعليم: خطر يهدد مستقبل الجنوب

إضرابات المعلمين بسبب تأخر الرواتب تهدد مستقبل آلاف الطلاب، مما يزيد من مخاطر الجهل والأمية. أمام المجلس الانتقالي مسؤولية الضغط لصرف المستحقات، وتعزيز دور المجتمع المدني والقطاع الخاص في دعم التعليم.

تأخر رواتب الجيش والأمن: تهديد مباشر للاستقرار

استمرار أزمة الرواتب للعسكريين في محافظات الجنوب يشكل قنبلة موقوتة تهدد الأمن، حيث يؤدي ذلك إلى تراجع الروح المعنوية وارتفاع معدلات الفساد والانفلات الأمني. المجلس الانتقالي مطالب بتكثيف الضغط السياسي والاقتصادي لضمان صرف الرواتب بانتظام، خاصة في الظروف الاستثنائية.

انفلات الأسواق وغلاء المعيشة: معاناة المواطن البسيط

ارتفاع الأسعار وغياب الرقابة الفعالة يزيدان من معاناة المواطنين، ما يستدعي إجراءات صارمة تشمل:

فرض رقابة صارمة على الأسواق ومحاسبة التجار المتلاعبين.

تشجيع التكافل الاجتماعي والمبادرات المحلية لدعم الأسر المحتاجة.

خيارات المجلس الانتقالي: بين السياسة والاقتصاد

لمواجهة التحديات المتصاعدة، يمكن للمجلس الانتقالي تبني استراتيجيات تشمل:

تفعيل الموارد المحلية عبر تطوير القطاعات الإنتاجية وزيادة الإيرادات.

تعزيز العلاقات الدولية للحصول على دعم مالي وتقني.

إصلاح النظام المالي والإداري للحد من الفساد وتحقيق توزيع عادل للموارد.

الخلاصة: مسؤولية القيادة أمام لحظة الحسم

المجلس الانتقالي أمام منعطف حاسم، حيث يُختبر قدرته على تحقيق الاستقرار في الجنوب. التعليم، الأمن، والاقتصاد تمثل الركائز الأساسية لمستقبل الجنوب، وأي تهاون في معالجتها سيؤدي إلى تعقيد الأوضاع أكثر. اتخاذ قرارات جريئة وتنفيذ إصلاحات واقعية هو السبيل الوحيد لعبور هذه المرحلة الصعبة، وإرساء أسس حكم رشيد قادر على تلبية تطلعات الشعب الجنوبي.