أخبار المحافظاتتقارير وتحقيقات

أمريكا تسدل الستار على المسيرة الحوثية

لحج الغد -  د. عبدالقادر الجنيد

إذا صح الخبر بأنه قد تم اليوم حجب نظام سويفت للتحويلات المصرفية العالمية عن الحوثيين بأمر أمريكي وبتطبيق قرار ترامب بتصنيف الحوثي جماعة أجنبية إرهابية Foreign Terrorist Group ، فإنه يمكن اعتبار هذا اليوم نقطة تحول في:

١- الصراع في اليمن

٢- اسدال الستار على المسيرة الحوثية

٣- بداية مرحلة جديدة في تاريخ اليمن

**

أولا: يوم أمريكي في حياة الحوثيين

**

ثلاثة مشاهد خلال ٢٤ ساعة

*

المشهد الأول: ناطق وزارة الخارجية الأمريكية:
*
“تأكيد بأن العمل قد ابتدأ فعلا بتطبيق تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية”
١- هذا سوف يعتمد على مدى جدية أمريكا في تطبيق القرار.
٢- هذا سوف يقضي بطريقة “غير مباشرة على عوامل قوة الحركة الحوثية.
عوامل قوة الحوثيين
*
أ- القائد الواحد ووحدة الصف.

ب- ولاء وطاعة وحشود القبائل الشمالية.

ج- حركة انفصال الجنوب

د- انقسامات المجلس الرئاسي القيادي اليمني

هـ- تشتت وتنابذ أهداف الإمارات والسعودية
*
المشهد الثاني: بيان ماركو روبيو وزير خارجية أمريكا:
*
“الولايات المتحدة لن تتسامح مع بلد تتعامل مع جماعات إرهابية مثل الحوثيين تحت إسم إنهم إنما يمارسون بيزنس وتجارة بحسب القوانين الدولية.”
١- سلطنة عمان
*
السلطنة العمانية،  هي رئة الحوثيين التي يتنفسون بها.
هذا يعني انتهاء احتضان سلطنة عمان للدبلوماسية الحوثية مع أمريكا والسعودية.
هذا يعني انتهاء دور سلطنة عمان في الشرعنة للحوثيين، وتبسير وتسهيل تحقيق مصالح الحركة الحوثية بالتجارة والأعمال والوساطات واللوچيستيات والمراجعات للحصول على ميزات وتنازلات من السعودية ومن أمريكا.

٢- السعودية
*
أ- باي باي خريطة الطريق
*

هذا يعني انتهاء خارطة الطريق (السعودية-الحوثية)، رسميا.
ب- السعودية بريئة
*
هذا يعني أن السعودية لم تعد محرجة أمام كلا من إيران والصين لأن هذه الضربة للحوثيين إنما هي أمريكية ١٠٠٪؜ ولا علاقة للسعودية بها.
ج- السعودية تبحث داخل نفسها
*
هذا يعني أن السعودية سوف تدخل مرحلة جديدة للبحث داخل نفسها حول ما تريده حقيقة وفعلا ومن داخل روحها وقلبها وعقلها لليمنيين ولليمن.
*
المشهد الثالث: أخبار سويفت من صنعاء
*
مصادر مصرفية من صنعاء، تقول:
“دخل حجب نظام سويف SWIFT عن البنوك العاملة في المناطق الحوثية حيز التنفيذ”.
لو صح هذا الخبر، فإن هذا مجزرة للحوثيين.
لو صح هذا الخبر، فإن هذا سوف يعني أن أمريكا قد اسدلت الستارة على المسيرة الحوثية.
**
ثانيا: مجزرة سويفت الأمريكية
**
إذا صح هذا الخبر، فإن توقف نظام (SWIFT) عن البنوك التجارية في صنعاء يمثل ضربة مالية كبرى للحوثيين، لأنه يعني:
١- توقف التحويلات الدولية
*
سويفت SWIFT هو العمود الفقري للنظام المصرفي العالمي، وأي بنك يُمنع من استخدامه يصبح معزولًا عن النظام المالي الدولي.
لن تتمكن البنوك التجارية في صنعاء من إرسال أو استلام الحوالات الدولية بشكل رسمي.
٢- إعاقة عمليات غسل الأموال والتمويل غير المشروع
*
أ- أحد أهم طرق الحوثيين لنقل الأموال كانت عبر النظام المصرفي الرسمي لتغطية عمليات غسل الأموال.
ب- وقف SWIFT يمنع البنوك الموالية لهم من استخدام القنوات المصرفية العالمية، مما يدفعهم إلى البحث عن طرق بديلة أكثر خطورة، مثل السوق السوداء أو الشبكات غير الرسمية.
٣- توقف التجارة والاستيراد
*
أ- لن تتمكن الشركات في مناطق الحوثيين من الدفع للموردين الدوليين، مما قد يؤدي إلى أزمة في استيراد السلع الأساسية، خاصة الوقود والأدوية.
ب- اضطرارهم لاستخدام وسطاء ماليين خارج صنعاء يزيد التكلفة ويعرضهم للاحتيال والمخاطر القانونية.
٣- هروب الحوثيين إلى الصرافين
*
قد يعتمد الحوثيون أكثر على شبكات الحوالات غير الرسمية، لكن هذه بدورها تخضع لرقابة مشددة عالميًا بسبب مخاطر تمويل الإرهاب وغسل الأموال.
٤- الكساد في المناطق الحوثية
*
سوف يهرب رجال الأعمال والصرافين من بلاد الحوثيين.
ويتحول عمليات نقل
البضائع، ولعمليات الاستيراد والتصدير من عدن، كانت أسوأ ضربة تلقتها دولة الشرعية وأكثرها فتكا.
صنعاء الحوثية، ازدهرت بسبب كساد الأعمال في عدن
.
الآن، سوف يتسبب حجب سويفت بالكساد في صنعاء بطريقة أشد من كساد عدن
**
ثالثا: القبائل هي روح الحوثي والسم الزعاف
**
ما كان للحوثي أن يتبختر ويتمخطر لولا القبائل الشمالية ولكن في نفس الوقت نفس هذه القبائل الشمالية هي نفسها السم الزعاف للحركة الحوثية ولكل ما شابهها من حركات كانت تظهر وتزول خلال ١٠٠٠ عام.
القبائل الشمالية، هم أكثر ناس براجماتيون عمليون Pragmatic Survivors على وجه الكرة الأرضية.
أهم الأشياء، هي:
البقاء والأمان والمكاسب المادية.
إذا شعرت القبائل بارتخاء القبضة الحوثية، فسوف يتملصون وينزلقون.
إذا شمت القبائل رائحة الهزيمة تخيم فوق رؤوس الحوثيين، فسوف يتباعدون.
وبمرور الوقت سوف يغيرون الرايات باتجاه خصوم الحوثيين.
نذر وروائح انكسار الحوثيين
*
هذا هو ما سوف تراه القبائل من بشائر انحسار الحوثيين:
١- شحة الأموال والمساعدات الإغاثية
القبيلي بلا مساعدات إغاثة ولا راتب… لا يحارب.
٢- انشقاقات صفوف الحوثيين
من أكبر عوامل قوة الحوثي هي وحدة الصف ووحدة القيادة.
ضغط سويفت والكساد والجوع، سوف يتسبب بانشقاقات في قيادات وقواعد وصفوف الحوثيين.
وسوف تضيع هيبة الحوثيين عند القبائل.
والقبائل صيادون نهاشون predator hunters يشمون رائحة الضعف عند الفريسة.
٣- عوامل مساعدة
*
هناك عوامل مساعدة، إذا توفرت فيوف تعجل بتخلي القبائل عن الحوثيين وحتى بالإنضمام إلى صفوف الشرعية اليمنية:
أ- إذا توقف الانفصاليون، عن نخر جسم الشرعية اليمنية.
ب- إذا أصبح مع الشرعية رئيسا فعليا على رأس المجلس الرئاسي.
ج- إذا تمكنت الإمارات والسعودية من تحسين مواقفها تجاه المرجعيات الثلاث وتجاه ضبط التناحرات والنزاعات بين وكلائها.
٤- الحوثيون وهيهات منا الذلة
*
الحوثيون، أيضا، سوف يشاهدون بأعينهم النهاية.
الحوثيون، كانوا قد ظنوا أنهم قد أعادوا “الإمامة” وأنهم قد رسخوا مبدأ “الولاية”، ولن يتحملوا مثل هذه النهاية.
الحوثيون، قد لا بجدون منفذا للهروب أو الاختباء في الكهوف.
كل هذا قد يتسبب بمأساة “حسينية” كربلائية أو كتابة مسرحية شيكسبيرية أو ملهاة إغربقية،
…  أو مأساة “حسينية” كربلائية من عينات “هيهات من الذلة.
**

رابعا: المرحلة التالية لليمن

**
هذه مرحلة فاصلة ما بين مرحلة سابقة من انتهاء عهد الرئيس صالح وصعود الحركة الحوثية واستمرت ١٥ سنة.
هذه هي مرحلة بداية إسدال الستارة على المسيرة الحوثية.
وبعدها سوف ندخل مرحلة جديدة لن تغيب عنها القبائل ولا الإمارات ولا السعودية ولا أمريكا.
قد تكون المرحلة التالية صراعات من طراز جديد، أو تحويرات وتنويعات على نفس عوامل الصراع المهلكات والسقوط من مصيبة إلى مصيبة جديدة.
وقد تنجو اليمن إذا وجدت الرعاية الذكية النزيهة المخلصة والمثابرة من أمريكا والإمارات وأولا وقبل كل شيئ السعودية