رحل قريعي قبل ان تعطيه الحكومة استحقاقاته المالية..

رحل قريعي قبل ان تعطيه الحكومة استحقاقاته المالية..
بقلم جلال السويسي
لاتستغرب ايها القاريء من العنوان بل يجب عليك أن تتأمل الاسطر التي ستأتي فيما بعد بالرغم من انني سبق وأن غردت بانني سأتوقف عن الكتابة في شهر رمضان إلا أن ما لم يكن في الحسبان بأنني سأكون امام فاجعة مؤلمة ورحيل زميل المهنة زميل الدراسة أخ عزيز انسان مكافح ظل ينشد كغيره من المعلمين بان يتم صرف مستحقاته الشهرية والنظر من قبل الحكومة إلى راتبه الشهري وزملائه في قطاع التربية والتعليم واعطائهم ما يمكن ان يتواكب به مع ما تمر به البلاد من اوضاع مأساوية من استحقاقاتهم المالية ورفع الاجور لكي يخلق توازن مع ارتفاع اسعار المشتريات الغذائية ..ولكنه رحل الاستاذ والمربي الفاضل محمد عبدالله شماخ الملقب( قريعي) رحل مربي الأجيال احد معلمي مدرسة الانصار بقرية القاضي ، لقد كنت مساء امس في مكان العزاء والذي حضره العديد من الشخصيات القيادية من بينها مدير شعبة استخبارات لحج العقيد ياسين حسن ابراهيم واسعد المجيدي ورجل المال والاعمال سامي الهبس والقيادي زعيم الصماتي والشيخ ماجد منذوق والزميل الاستاذ عواس فضل علي عبيد وكذلك سرحان هيكل واخرين لم يتسع المجال هنا لذكرهم لحيث وان المقال يتحدث عن رحيل هامة تربوية كبيرة تتلمذ على يده العديد من كوادر الدولة ..
وكما قلت انفاً بانني كنت في مكان العزاء الذي إقامته اسرته ممثلة باخوانه وأولاده بمسقط رأسه بقرية القاضي لقد كنت شارد الذهن سارح الأفكار اتنقل بخيالي بل ذهب بي تفكيري وخيالي إلى ما قبل وفاته لقد استشعرت بما يتركه من فراغ المعلم قريعي فكنت في اسف وحزن ومع ذلك كانت افكاري ترحل بي إلى ما كان زميلي يحلم به إن يتحقق لتحسين معيشته لقد كان وكغيره موظفي التربية يعيش في وهم ، بان حكومة بن مبارك تحقق الاحلام الوردية له ولزملائه فئة المعلمين إلا انه رحل قبل ان يتحقق هذا الحلم رحل وترك خلفه أسرة تعاني الاملاق تعاني الامرين رحيل عايلها ، وما تمر به من ظروف قاسية كونها أسرة معلم …
فقيدنا قريعي خدم وطنه لأكثر من ثلاثين سنة معلماً. خلالها اعطاء الوطن كوادر تتلمذت على يده فكان منها الطبيب والمدرس والكهربائي والباني والمهندس والفنان والقيادي والإداري أوجد فيمن درسهم روح التفاني والاخلاص لعملهم تيمناٍ بما كان عليه أستاذنا الراحل قريعي لقد كان نعم المعلم الوفي ..كان متفاني قي عمله مواظب على اوقات حصصه بل كان مخلص بما تعنيه الكلمة من معاني الإخلاص والاجتهاد باذلاً كل جهده في سبيل تربية الأجيال وخلال ثلاثين عام كان شعلة في عمله تخرج على يده العشرات من الأجيال وأغلبهم اليوم يديروا مرافق هامة في مختلف المجالات بمرافق الدولة ..
فلهذا كان رحيله مؤلم ومحزن ومفجع وبصورة مفاجئة وقد مثل لي خبر رحيله كالصاعقة كونه زميل حميم وصديق وفي ومخلص قضى فترة حياته كلها في خدمة وطنه في مجال عمله التربوي مربياً بمكان عمله بمدرسة الأنصار لا يفكر في الرفاهية ولا في المناصب غير انه كان همه كأي معلم آخر رفع أجور الراتب بما يتواكب مع ارتفاع وغلاء الاسعار المعيشية ليحقق له ولاسرته حياة معيشية..إلا انه رحل وهو لم ينتظر من الحكومة مالم تريد ان تعطيهم ياها من مستحقاتهم المالية وكغيره من المعلمين ظل يكافح الحياة صابراً محتسباً بالله العلي العظيم على من هم اوصياء على أمور الوطن والمواطن إلى أن وفاة الاجل يوم أمس الاحد لينتقل إلى جوار ربه في هذا الشهر الفضيل والمبارك …
واننا ومن ايماننا بقدرة الله وقضاه لايسعنا إلا ان نقول لاحولة ولاقوة إلا بالله العلي العظيم سائلين المولى عزوجل ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح الجنان ويلهم أهله ومحبيه وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه رجعون ..
كتبه زميله جلال السويسي .