مقالات

اسلام علي يكتب.. عودة الرئيس (الزُبيدي) إلى العاصمة عدن.. عودة الروح إلى الجسد المنهك

لحج الغد /اسلام علي

 

في لحظات التحولات الكبرى، تصنع العودة الفارق بين الجمود والحراك، بين التيه والبوصلة، وبين العجز والقدرة. وحين يكون العائد هو الرئيس عيدروس الزُبيدي، فإن الحدث يتجاوز كونه مجرد حضورٍ سياسي إلى كونه إحياءً لروح المشروع الوطني الجنوبي، الذي حاولت التحديات إخماده، لكنه ظل نابضاً في وجدان شعبه.

عدن، القلب النابض للقضية الجنوبية، عانت من أوجاع الترقب والانتظار، حيث تكالبت عليها الأزمات وتعاقبت عليها الظروف، وبقيت عيناها شاخصةً نحو القائد الذي يحمل على عاتقه مسؤولية وطن جريح. عودة الزُبيدي اليوم ليست مجرد خطوة إدارية أو تنقل اعتيادي، بل هي إعلان عن مرحلة جديدة من الصمود، ورسالة بأن الجنوب لا يُدار من الخارج، بل من قلب عاصمته الحرة، عدن.

في ظل التحديات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تواجه الجنوب، تعني هذه العودة بث الروح في جسدٍ أنهكته محاولات التهميش والتشتيت، فالرئيس الزُبيدي يمثل رمزية القيادة الحازمة، وخط الدفاع الأول عن تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته وهويته. وهو اليوم، بحضوره المباشر، يعيد ترتيب الأوراق، ويبعث الأمل في نفوس المواطنين الذين طال انتظارهم لرؤية قيادتهم بينهم، تقودهم من الميدان لا من خلف الشاشات.

السياسة لا تُدار بالغياب، والمعارك لا تُحسم من بعيد، ولذلك، فإن وجود الرئيس الزُبيدي في عدن هو استعادة لمركز القرار، وإعادة التوازن لمرحلة حساسة، تحتاج فيها القضية الجنوبية إلى قوة الحضور، وإلى قيادة قادرة على مواجهة التحديات، وصناعة التحولات من الداخل.

إنها عودة الإرادة الجنوبية.. عودة القرار الحر.. عودة الروح إلى جسد الجنوب، ليبقى قوياً، متماسكاً، لا ينكسر أمام العواصف، ولا يتراجع أمام التحديات.