مقالات

الاستهداف الإعلامي لشخص إبراهبم قائد: قراءة في الدوافع والأبعاد.

لحج الغد /كتب / فؤاد قائد جُباري:

 

في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها الجنوب؛ حيث تتشابك التحديات العيكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية، يبرز الدور المحوري للقادة الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية بناء مؤسسات الدولة وترسيخ أسسها بعيدًا عن الحسابات الضيقة والمصالح الفئوية. ومن بين هؤلاء القادة، يأتي إبراهيم قائد، مدير الدائرة المالية والإدارية للقوات المسلحة الجنوبية، الذي يبذل جهودًا استثنائية في تأسيس جيش جنوبي وطني بعيد عن المليشياوية والمناطقية، مستندًا إلى نهج مؤسسي حديث يجعل الولاء لله ثم للوطن.

إن العمل على بناء جيش نظامي في بيئة مشحونة بالصراعات والتجاذبات السياسية، وفي ظل واقع حرب يتسم بوفرة السلاح والتدخلات الخارجية ووجود بعض النفوس التي تنطلق من مصالحها الذاتية، هو بلا شك جهد شاق ومضنٍ. ومع ذلك، استطاع العميد إبراهيم قائد – إلى جانب فريقه – أن يضع لبنات مؤسسة عسكرية جنوبية ذات طابع نظامي، رغم ما يحيط بها من تحديات جمّة، ابتداءً من ساحة المعارك إلى دوائر الإدارة والتنظيم.

إن مثل هذه الخطوات الوطنية الجريئة، التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار وتأسيس جيش جنوبي قوي يحمي الوطن ويصون مكتسباته، لا شك أنها تثير قلق الأعداء، سواء كانوا أطرافًا خارجية لا تريد للجنوب أن يستعيد مكانته، أو جهات داخلية ترى في هذه الجهود تهديدًا لمصالحها الضيقة. ولذلك؛ فمن الطبيعي أن يكون العميد إبراهيم قائد هدفًا لحملات إعلامية ممنهجة تهدف إلى التشويش على هذا المشروع الوطني ومحاولة تقويضه عبر التشكيك في رموزه وقياداته؛ فالمستهدف هو المشروع لا الرموز.

إن حملات التشويه والاستهداف الإعلامي -التي لا تستند إلى حقائق موضوعية بقدر ما تعتمد على الافتراءات والتأويلات المغرضة – تكشف عن حجم الإرباك الذي سببه هذا المشروع الوطني لأعداء الجنوب؛ لكن الوعي الشعبي، والإدراك العميق لطبيعة هذه الحملات، يبقيان الدرع الحصين في وجه مثل هذه المحاولات البائسة، ويدعمان مسار البناء المؤسسي الذي لا يمكن أن يتوقف أمام ضجيج الإعلام المأجور والنشطاء من ذوي العواطف.